قال منير حسيني الشرايبي والي جهة مراكش تانسيفت الحوز إن مدينة مراكش لن تقبل أبدا أن تكون قبلة للسياحة الجنسية وإن مستوى استحمال الظاهرة في المدينة سيبقى في درجة الصفر، حيث لن ترضى المدينة بأي سلوك منحرف يصاحب تطور السياحة. وأضاف أن هذا النوع من السياحة موجود لكنه محدود جدا في المدينة بفضل المجهودات التي تبذلها السلطات الأمنية ضد سماسرة الدعارة والاستغلال الجنسي للأطفال، كما ساعد على ذلك دعم السكان بوضع الخطوط الحمراء التي لا يجب بأي حال تجاوزها في إطار تطور القطاع السياحي. وأشار والي الجهة الذي يشغل أيضا منصب عامل عمالة مراكش في حديث لجريدة ليكونوميست نشر الجمعة الماضية أن التوفيق بين عادات السكان وعادات السياح تمثل إشكالية حقيقية. ومعروف أن مراكش كانت في كل الأوقات ملتقى الحضارات، ذلك أن طابعها المضياف والمنفتح ساهم في تطور السياحة بشكل كبير، ومن أجل أن نحافظ على هذه الدينامية، وجب أن نسهر على أن يحترم تطور السياحة جميع القيم العربية الإسلامية طبعا التي يمتاز بها سكان هذه المدينة. وقال أيضا في سؤال حول إذا ما كانت المدينة قد سرقت من بين أيدي أهليها نظرا للأسعار الخيالية للعقار والسرعة التي يسير بها، إن المشاريع المنجزة أو التي في طريق الإنجاز سوف تمثل موارد هامة للاستثمار الاقتصادي والاجتماعي للمدينة ، مشيرا أن بعض التصورات الخاطئة التي تركب رؤوس بعض المراكشيين في ما يخص بعض المشاريع العقارية وبيع المنازل العتيقة الرياضات للأجانب غير موجودة في الواقع، وأن الظاهرة في حد ذاتها هامشية حيث أنه يوجد 4000 ساكن أجنبي مقابل مليون من ساكنة مدينة مراكش، كما أن تطور المدينة لن يستفيد منه غير سكانها، وليس أجمل في أن نعيش في مدينة أكثر نظافة وأكثر اخضرارا، إضافة إلى أن المدينة القديمة تحافظ على طابعها الأصيل، والصناع التقليديون يستفيدون من أعمال هامة . من جهة أخرى قال الشرايبي إنه من المرتقب أن يتضاعف عدد أشجار النخيل بمراكش بمعدل خمس مرات خلال السنوات العشر المقبلة، موضحا أنه سيتم إنجاز هذا المشروع بمساعدة من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة .وأكد الوالي أن السلطات تسهر على حماية الطابع الذي تتسم به المدينة، مبرزا أنه من أجل تدبير التطور الحضري للمدينة، تشجع الجهة ميلاد مدن الضواحي، على غرار ما يجري حاليا بمدينة تمنصورت، على بعد سبع كيلومترات من مراكش.كما شدد على أن النهوض بمدينة مراكش مشروط بنمو أقاليم الجهة، مشيرا إلى أن الآمال الكبيرة معقودة على محطة موكادور بالصويرة في إطار المخطط الأزرق )إنشاء محطات شاطئية جديدة( بالإضافة إلى تهيئة محطة أوكايمدن الجبلية ومؤكدا القول إنه من المنتظر أن يصبح هذا الموقع الجبلي منطقة سياحية جذابة طوال السنة، وليس فقط خلال فترة تساقط الثلوج، مضيفا أن المشاريع السياحية بجهة أمزميز(55كلم جنوبمراكش) تعتبر أيضا مؤهلا لتحقيق التنمية المحلية. يذكر أن بعض المهتمين بالشأن السياحي أشاروا في حديث لالتجديد إلى أن بعض الأجانب المشبوهين بارتكاب حماقات جنسية فضلوا مغادرة مساكنهم بالمدينة العتيقة إلى الأحياء العصرية حيث أن الدروب التي كانوا يقطنون بها لا تسمح حميميتها ولا تقاليد وعادات سكانها أن يتحرك هؤلاء بالحرية المطلوبة لارتكاب أفعالهم الشنعاء .