مازالت السلطات الباكستانية تكافح للوصول لعدد من المناطق الجبلية النائية المنكوبة بالزلزال، بينما يواجه ملايين المشردين أوضاعا كارثية. وتقول باكستان إن ما يقرب من 53 ألف شخص قتلوا في الشطر الباكستاني من كشمير من جراء الزلزال، ويعتقد المسؤولون المحليون أن عدد الضحايا يزيد كثيرا عن هذا الرقم الذي يتوقع أن يرتفع، حيث ما يزال عدد كبير من الضحايا مدفونين تحت ألانقاض في القرى المعزولة. وقالت متحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إن هناك حاجة فورية لجهود كتيبة المهندسين التي تعهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإرسالها للمساعدة في الوصول للناجين من الزلزال، وعددهم غير معروف حتى الآن في المناطق الجبلية الوعرة بشمال باكستان. واضطر البرنامج لاستخدام البغال لنقل المساعدات إلى المناطق الجبلية في كشمير الباكستانية. وكانت منظمات الإغاثة أعربت عن مخاوفها من أن يلقى المزيد من الناس حتفهم من جراء البرد في منطقة مرتفعات الهمالايا، مؤكدين الحاجة إلى المزيد من المروحيات والخيام والبطانيات لإيواء المشردين وكذلك مروحيات. واعتبر منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في باكستان يان فاندرمورتيل أن الاستجابة الدولية لم تكن كافية، وأنه لا بد من زيادة سرعة ونطاق عمليات الإغاثة لملايين الناجين مع اقتراب فصل الشتاء. وأضاف أن المنظمة الدولية تلقت تعهدات بقيمة ثلث المبلغ الذي ناشدت العالم لجمعه لصالح ضحايا باكستان ويبلغ 312 مليون دولار. وتضاءلت آمال إقامة جسر جوي كبير لنقل الناجين لمناطق آمنة بعد رفض الناتو طلبا من الأممالمتحدة في هذا الخصوص، واكتفت قيادة الناتو بإرسال نحو 1000 جندي. ويعمل الجيش الباكستاني على مدار الساعة لفتح الطرق المغلقة بفعل الانهيارات الأرضية. أما في معسكرات المشردين فالوضع لا يقل مأساوية وبرزت مشكلة توفير الخيام للمعسكرات القائمة بالفعل أو لإقامة مخيمات جديدة. وبدت ورش إنتاج الخيام الباكستانية عاجزة عن الوفاء بالطلبات المقدمة إليها، والتي تصل أحيانا لنحو 30 ألف خيمة للمصنع الواحد. وأفادت قناة الجزيرة الفضائية أخيرا أنه يجري أحيانا تجميع نحو 15 عائلة في خيمة واحدة كبيرة بالمعسكرات مايؤدي لوقوع مشكلات. من جهتها وعدت الحكومة الباكستانية بإقامة المزيد من المعسكرات خاصة حول العاصمة إسلام آباد التي يتوافد عليها النازحون من المناطق المنكوبة. ويشتكي المشردون أيضا من عدم انتظام وصول المعونات الغذائية إضافة لعدم التنسيق الواضح بين جهود الإغاثة الدولية والمحلية الرسمية والخيرية للاجئين. وفي خطوة تهدف إلى تخفيف معاناة الناجين عرضت الهند فتح ثلاثة مراكز للإغاثة على طول الحدود الفاصلة بين البلدين في كشمير. وقال الناطق باسم الخارجية الهندية إن من يعيشون على الجانب الباكستاني من كشمير يمكنهم العبور إلى الجانب الهندي في ساعات النهار عبر ثلاث نقاط بعد القيام بالمراقبة اللازمة، ليعودوا من حيث أتوا في ما بعد. من جانبه قال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز إن بلاده سلمت الهند مقترحا بشأن خمس نقاط حدودية للمرور عبرها. وأعربت متحدثة باسم الخارجية الباكستانية عن أملها في إجراء المحادثات الثنائية قبل نهاية الشهر الجاري حيث يجري مناقشة العرض الهندي بإنشاء مراكز الإغاثة.