حذر أطباء وعمال إغاثة من أن الناجين من الزلزال المدمر في جنوب آسيا يواجهون تهديدات جديدة تتمثل في الطقس البارد والجروح غير المعالجة، وقالوا إن ذلك يمكن أن يؤدي إلى موجة جديدة من الوفيات. ويقول أطباء بأن عشرات الآلاف من الجرحى ما زالوا بانتظار العلاج عقب الزلزال المدمر. ويعيش معظم هؤلاء الجرحى في الجبال النائية أو الأودية وهي مناطق يصعب الوصول إليها في الوقت الحالي. ويقدر عدد المصابين في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير من جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة قبل عشرة أيام بحوالي ستين ألفا. وفي غضون ذلك، أخفقت باكستان والهند في التوصل لاتفاق يمكن بمقتضاه انضمام مروحيات عسكرية هندية لأعمال إنقاذ وإغاثة الناجين من زلزال آسيا. وتقول باكستان إنها ستقبل الطائرات الهندية بشرط أن تكون بدون طيارين بينما تصر الهند على أن تكون الطائرات بصحبة طياريها. وحسب موقع البي بي سي أول أمس فإن من شأن الاتفاق بين الخصمين التاريخيين مضاعفة عدد الطائرات العاملة في مجال الإغاثة في باكستان والجزء الذي تحتله من إقليم كشمير. وتقول الأممالمتحدة إن 3 ملايين شخص على الأقل يعيشون دون مأوى حاليا.. بينما تقول الحكومة الباكستانية إنها تحتاج إلى حوالي نصف مليون خيمة مجهزة لمواجهة الطقس البارد. لكن مسؤولي الأممالمتحدة حذروا من أن خيام العالم قد لا تكفي لإيواء لاجئي زلزال جنوب آسيا. وقال آندرو ماكليود مدير عمليات الإغاثة الدولية إن حجم الكارثة أكبر من أن تحتمله أي حكومة بالعالم، واصفا إياها بأنها أخطر من التسونامي الذي ضرب جنوب شرق آسيا نهاية العام الماضي. وقد نقلت السلطات 18 ألف خيمة حتى الآن إلى المناطق المتضررة، وهو رقم يقل بكثير حتى عن العدد الذي طلب في أول الأمر وهو مائة ألف خيمة. وقد تعهد مدير صندوق النقد الدولي رودريغو راتو بتقديم دعم مالي لباكستان لمساعدتها في مواجهة الكارثة. وقد سمح تحسن الجو للمروحيات باستئناف عمليات الإغاثة، لكن حوالي 20 بالمائة من المناطق المنكوبة ربما لم تصلها المساعدات بعد، بسبب إغلاق الطرق نتيجة الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال. وحذر الصليب الأحمر من أنه في غضون شهر ستحد الثلوج الكثيفة من استخدام المروحيات، وستصعب مهمة إعادة فتح الطرق. وأنحى الصليب الأحمر باللائمة في تأخير فتح مستشفى ميداني في مظفر أباد على سوء الطقس. وتقول باكستان إن الزلزال سيكلفها خسائر في البنية التحتية تقدر بنحو خمسة مليارات دولار.