هز زلزال ثان بقوة 6.8 درجات جزيرة سومطرة الإندونيسية صباح اليوم الخميس ، وسط توقعات بأن يصل عدد قتلى الزلزال الذي ضرب الجزيرة أمس "بالآلاف" ، فيما لا يزال العشرات عالقين تحت أنقاض المباني المنهارة. "" واشار المركز الامريكي إلى زلزال الخميس وهو ثاني زلزال كبير يهز المنطقة في 24 ساعة وذلك على بعد 155 كلم شمال غربي مدينة بنجولو وكان مركزه على عمق 25 كلم، دون أن ترد أنباء عن وقوع قتلى أو جرحى. وأعلنت مصادر طبية بوزارة الصحة الإندونيسية إن عدد قتلى الزلزال الذي وقع الأربعاء وبلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر ربما يكون "بالآلاف". وقالت وزيرة الصحة الاندونيسية اليوم الخميس ان الاف الاشخاص ربما قتلوا في زلزال ضرب مدينة بادانج في جزيرة سومطرة ، بينما اعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية أن حصيلة القتلى المؤكدة 464 وهم من ست مناطق ، كما دمر ما لا يقل عن 500 مبنى نتيجة للزلزال". وتوقع رئيس مركز الطوارئ بوزارة الصحة روستام باكايا ارتفاع عدد القتلى بعد انهيار المستشفى الرئيسي بمدينة بادانج كبرى مدن الجزيرة وانهيار أسقف المنازل واحتجاز الناس تحتها. ومن ناحيته ، دعا وزير الرعاية الإندونيسي عبد الرزاق بكري السلطات إلى "الاستعداد للأسوأ"، مضيفا أن حجم الدمار قد يوازي ذلك الذي أحدثه زلزال عام 2006 في جزيرة جاوا والذي أدى إلى مقتل خمسة آلاف شخص وانهيار 15 ألف منزل. وكان يوسف كالا نائب الرئيس الإندونيسي قد أبلغ الصحفيين في جاكرتا أن المنازل والفنادق والمدارس انهارت واحتجزت الناس وأن الكهرباء انقطعت، مؤكدا مقتل 75 شخصا. وقال إن أكثر المناطق تضررا كانت باريمان وهي مدينة ساحلية تقع على بعد 60 كلم جنوب غرب بادانغ. وفي وقت سابق نقل المتحدث باسم الوكالة الوطنية للكوارث بريادي كوردانو عن مسؤولين محليين أن نحو 500 منزل انهارت جراء الزلزال وأن نحو مائة شخص دفنوا تحت الأنقاض. وجاء أن ما حدث في سومطرة الغربية ومدينة بادانغ يوصف بالمأساوي، وأن ملامح الأمور ستتوضح صباح اليوم، إذ إن الكهرباء منقطعة عن المنطقة بسبب تدمير أسلاك الكهرباء، كما أن الطرق البرية مقطوعة عن المنطقة المنكوبة. وأدى الزلزال إلى اشتعال الحرائق وتشقق الطرق وانقطاع الاتصالات في بادانغ التي يبلغ عدد سكانها 900 ألف فر الآلاف منهم مذعورين خشية وقوع موجة مد زلزالي المعروفة بتسونامي. وبلغ الزلزال من القوة أن شعر به سكان العاصمة جاكرتا الواقعة على بعد 940 كلم إضافة إلى سكان سنغافورة والعاصمة الماليزية كوالالمبور، في حين هرع سكان المناطق الساحلية القريية من مركز الزلزال إلى المناطق العالية خشية تسونامي. وذكرت وسائل الإعلام الإندونيسية أن مركز الزلزال كان على بعد 47 كلم جنوب غرب بادانغ، وأن عددا من الهزات الارتدادية تبعته، في حين قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزال الأربعاء وقع على عمق 85 كلم وعدلت قوة الزلزال من 7.9 إلى 7.6 درجات. وتقع مدينة بادانغ عاصمة سومطرة الغربية على "حزام النار"، وهو أكثر خطوط الزلزال نشاطا حيث تشحذ الصفيحة الأرضية الأسترالية الهندية نظيرتها الأوروآسيوية، وهو ما يؤدي إلى ارتجاجات منتظمة تأخذ أحيانا شكل الزلزال. وكان زلزال بلغت قوته 9.15 درجات ومركزه على بعد نحو 600 كلم شمال غربي بادانغ قد تسبب في أمواج مد عاتية عام 2004 أسفرت عن سقوط 232 ألف قتيل في إقليم آتشه الإندونيسي وفي تايلند وسريلانكا والهند ودول أخرى على المحيط الهندي. وسومطرة في مركز أكبر حقول النفط بإندونيسيا ومركز أقدم خط للغاز الطبيعي في هذا البلد، مع العلم بأنه لم ترد أي تقارير فورية حول تعرض هذه المصادر للأضرار. وأظهرت لقطات تليفزيونية من المدينة مشاهد من الدمار حيث سويت مئات من المباني والمحال والمنازل بالأرض. وأوضحت إحدى اللقطات قدم إحدى الضحايا المدفونين عالقة من بين الحطام. وأظهرت محطة "تي في وان" التليفزيونية لقطات تظهر رجال الإنقاذ وهم يستخدمون حفارات ميكانيكية لإزالة الأنقاض عند إحدى المدارس حيث لا يزال عدد من الطلاب محاصرين. ونقلت صحيفة كومبوس ديلي عن دادانج هانيدال رئيس وكالة تنسيق الكوارث المحلية أن ما يزيد على 200 نزيل ما زالوا عالقين تحت ركام فندق أمباكانج في بادانج وينتظرون أن يتم انتشالهم ، مشيرا إلى أن نقص المعدات ربما يبطئ عمليات الإنقاذ. وقضى الناجون ليلتهم في العراء والظلام بسبب انقطاع الكهرباء. كما أعاق انقطاع خطوط الهاتف عمليات الإنقاذ، فيما ذكرت تقارير أن الطرق بالمدينة سدت تماما نتيجة لانهيارات أرضية. وتوجه ستة وزراء في الحكومة الإندونيسية الخميس إلى بادانج، كما غادرت طائرتا شحن عسكريتان جاكرتا وهما تقلان أطباء وإمدادات إغاثة مثل الخيام والأدوية والطعام. وتقع إندونيسيا وهي أكبر أرخبيل في العالم على ما يسمى (حزام النار) الباسفيكي وهي حافة صفيحة تكتونية تميل إلى النشاط الزلزالي.وسومطرة في مركز أكبر حقول النفط بإندونيسيا ومركز أقدم خط للغاز الطبيعي في هذا البلد، مع العلم بأنه لم ترد أي تقارير فورية حول تعرض هذه المصادر للأضرار. تقرير من قناة "الجزيرة "