تعالت صرخات الاستغاثة الجمعة من ركام الاحياء المدمرة الجمعة في اقليم سيتشوان (جنوب غرب) فيما حذرت الصين من نفاد الوقت لانقاذ الناجين من زلزال قد تصل حصيلته الى عشرات آلاف القتلى. وسمح لفرق الانقاذ الاجنبية الاولى بدخول المنطقة المنكوبة والانضمام الى الجهود المحمومة التي تزداد تشاؤما في البحث عن ناجين تحت كدسات هائلة من الاسمنت والمعادن، كانت في السابق منازل او مدارس او مصانع. ووفدت تلك الفرق مجهزة بمعدات اختصاصية وكلاب مدربة، وهي المرة الاولى التي توافق فيها بكين على استقبال اختصاصيين اجانب في عملية اغاثة وانقاذ في الكوارث. وصرح الرئيس الصيني هو جينتاو دخلت اعمال الانقاذ من الزلزال مرحلة دقيقة ، وذلك بعد ذهابه الى ميانيانغ وهي احدى اكثر المدن تضررا من الزلزال الذي وقع الاثنين وبلغت قوته 7.9 درجات. واضاف الرئيس ما زال التحدي قاسيا، والمهمة شاقة، والوقت ينفد ، على ما نقلت وكالة انباء الصين الجديدة. واتضح حجم الزلزال الذي هز المباني في انحاء مختلفة في الصين ومدن بعيدة في تايلاند وفيتنام، بعد ان وصلت فرق الانقاذ سيرا على الاقدام الى قرى نائية انقطعت عن العالم جراء انزلاق التربة. وبلغت حصيلة القتلى الاخيرة عصر الجمعة 22069 الف شخص، بحسب اعلام الدولة، فيما اعلن مسؤولون في اقليم سيتشوان الذي نال الحصة الاكبر من الدمار ان حوالي 14 الفا آخرين ما زالوا تحت الانقاض. لكن تلفزيون الدولة افاد ان الحكومة تقدر حصيلة القتلى باكثر من خمسين الفا نقلا عن ارقام من مركز الاغاثة من الزلازل. وامسى حوالي 4.8 ملايين شخص بلا مأوى اثر الكارثة بحسب مسؤولين في سيتشوان. وفي خضم المأساة، حصلت بضعة معجزات صغيرة، حيث تم انتشال طفل حيا من تحت انقاض مدرسة في بيشوان، بعد حوالي 100 ساعة على الزلزال. ونقلت وكالة الصين الجديدة ان المسعفين تمكنوا من سماع اصوات اخرى تطلب النجدة. وقال احد عمال الاغاثة ان احتمال انقاذ العالقين تحت الانقاض كبير . واضاف ان الاستسلام ليس في قاموسنا . وفي بلدة يينغوا، حدث نقاشا بين عمال الانقاذ حول خيار قطع رجل احد العالقين تحت الانقاض للتمكن من تحريره. وقالت ابنته ليو يوان (23 عاما) وقد انتابها الهلع انه حي. رايته للتو. يبدو انهم سيضطرون الى قطع رجله اليمنى. اريده ان يحيا فحسب . تدريجيا، انتشل المنقذون جثثا مغطاة بالدماء، ما خلق مشكلة اضافية لدفنها في مجتمعات خسرت كل ما لديها. في ميانيانغ اكتظ ملعب رياضي بحوالي عشرة آلاف شخص بلا مأوى، حيث كانت تصلهم لائحات جديدة باسماء الوافدين الجدد، يدققون فيها بقلق على امل متضائل بلقاء من يحبون. وبعد رفض اولي لعروض المساعدات الخارجية، عادت الصين ووافقت على استقبال رجال انقاذ من اليابان وروسيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية، واطلقت نداء للحصول على عشرات الآلاف من الرفوش والمطارق والرافعات. وتوجه الفريق الاول الوافد من اليابان الى بلدة وردت اخبار عن طمر مئتي عائلة فيها، فيما كان فريق اخر مع الكلاب المتقصية في طريقه. وترسل كوريا الجنوبية 44 خبيرا، وسنغافورة فريقا من 55 شخصا ساعدوا في اعمال الاغاثة اثر زلزالي اندونيسيا وباكستان، والتسونامي في المحيط الهندي عام 2004. وتنقل الفرق معها الكلاب ومناظير بالالياف الضوئية وانظمة البحث عن احياء ومناشير هوائية وغيرها من المعدات. وسوى الزلزال بلدات برمتها بالارض، فيما انفصلت سفوح الجبال وانقسمت الطرق الى شطرين، وانهارت آلاف المباني او باتت على وشك السقوط. والمؤسف ان حوالي 7000 مبنى هي مدارس، انطبقت ادوارها على بعضها البعض ودفنت الاطفال في صفوفهم. استجابة للغضب الشعبي العارم، اطلقت وزارة الاسكان الصينية تحقيقا في سبب انهيار هذا القدر من المباني، ووعدت بمعاقبة صارمة للمسؤولين عن سوء حالة المباني. اما الجيش الذي يتصدر جهود الاغاثة، فكثف انتشاره وارسل المزيد من طائرات الشحن والمروحيات والجنود. وعمد الجيش الى القاء عشرات الآلاف من رزمات الاغذية والملابس والبطانيات، وفتح الطرقات واصلاح الجسور، والتنقيب في الركام ونقل الجرحى الى المستشفيات. كما وفدت فرق اغاثة من تايوان التي تعتبرها الصين جزءا من اراضيها، ومن هونغ كونغ. وصرح رئيس الوزراء وين جياباو ان الهزة هي الاكثر تدميرا التي تشهدها البلاد منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، وهي اقوى من كارثة تانغشان التي اسفرت عن مقتل 240 الف شخص. وادت هزة ارتدادية الجمعة على بعد 50 كلم من مركز زلزال الاثنين الى انهيارات في التربة اسفرت عن قطع الطرقات وطمر السيارات، ما فاقم صعوبة اعمال الانقاذ. من جهة اخرى افادت الحكومة انها تضع خططا للاجلاء وسط مخاوف من انهيار السدود اذا تواصلت الامطار. ويتضاعف الخطر بشكل خاص في مناطق كمقاطعتي وينشوان وبيشوان قرب مركز الزلزال، بحسب الاعلام الرسمي.