حذرت منظمة أطباء بلا حدود من مخاطر انتشار الأوبئة في مظفر آباد عاصمة الشطر الباكستاني من كشمير في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب شمال شرق باكستان، في وقت يعاني فيه المنكوبون من تأخر وصول المساعدات الإنسانية. فبعد ثلاثة أيام على وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 6,7 درجات على مقياس ريشتر، لا تزال جثث الآلاف من الضحايا مدفونة تحت الأنقاض إضافة إلى نقص مياه الشرب والأدوية والأغذية بالمناطق المنكوبة. وفيما قد يصل عدد الضحايا إلى 40 ألف قتيل وقرابة 60 ألف جريح حسب مصادر حكومية غير رسمية، فإن آلاف الناجين يواجهون خطر الجوع والبرد فضلا عن الأوبئة التي قد تنتشر بسبب الجثث المتعفنة. وحسب الجزيرة نت التي نشرت الخبر أمس، فرغم أن رجال الإنقاذ ضاعفوا جهودهم للوصول إلى المناطق النائية التي ضربها الزلزال، إلا أن الناجين الذين ينتظرون بشغف وصول المساعدات عبروا عن سخطهم وسعوا للحصول على مؤن بأي وسيلة متاحة بما في ذلك نهب متاجر ومهاجمة محطات المحروقات. وفي أجواء الخراب والدمار الهائل، برزت بعض الحالات التي تمكن فيها رجال الإنقاذ من انتشال بعض الضحايا الذين صمدوا عشرات الساعات تحت الأنقاض. ومن هؤلاء أم عراقية وابنها البالغ من العمر عامين، اللذان انتشلتهما فرق الإنقاذ من تحت ركام مبنى في العاصمة إسلام آباد بعد 62 ساعة من وقوع الزلزال. وفي المقابل أعلن الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية خسارة جيل بكامله جراء الزلزال الذي ضرب السبت بشكل خاص المدارس ما أدى إلى مقتل العديد من الأولاد. وقال الجنرال شوكت سلطان لقد خسرنا جيلا بكامله في المناطق الأكثر تضررا.. وغالبية الضحايا من التلاميذ. وأضاف المصدر أنه في أبلغ تعبير عن هول المأساة، قال سلطان إن عمال الإغاثة ينتشلون جثث أطفال من بين الركام في مظفر آباد إلا أن أحدا لا يطالب بها لأن أهالي الأطفال قضوا أيضا. وأصبحت المنازل في كشمير الباكستانية تبدو من الجو كأنها قطع أوراق صغيرة، فيما محيت بعض المباني عن الوجود. وفي محاولة لتخفيف آثار النكبة التي أحدثها الزلزال، واصلت الأسرة الدولية تقديم المساعدات الإنسانية والمالية العاجلة لباكستان. فقد أعلنت الحكومة اليابانية أمس منح مساعدة بقيمة 20 مليون دولار، وأبدت استعدادها لإرسال مائة جندي على الأقل ومروحيات نقل للمشاركة في عمليات الإنقاذ. ولكن أعلى التبرعات جاءت من دول الخليج، حيث أعلنت الإمارات العربية المتحدة والكويت تخصيص مائة مليون دولار من كل منهما لعمليات الإغاثة كما أعلنت حكومات المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين تقديم مساعدات مالية وعينية، وأرسلت عُمان طائرتين تحملان 30 طنا من مواد الإغاثة. كما أرسلت تركيا طائرتين عسكريتين مع أطباء ومنقذين ومساعدات. على الصعيد الدولي أعلن البيت الأبيض أن واشنطن قدمت مساعدة أولى بقيمة 50 مليون دولار لباكستان. وتعتزم القوات الأمريكية في أفغانستان إرسال ثماني مروحيات للمساعدة في عمليات الإغاثة بالمناطق المتضررة. كما أعلن صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) أنه أصدر نداء لجمع 20 مليون دولار تخصص لمساعدة أطفال وعائلات الناجين. وأعلن البنك الدولي استعداده لتقديم 20 مليون دولار لمساعدة السلطات الباكستانية. من جهته دعا حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى اجتماع لأعضائه ال 26 لبحث كيفية مساعدة ضحايا الزلزال. وقال الأمين العام ياب دو هوب شيفر إن قوات حفظ السلام الألمانية الموجودة في أفغانستان، ستنفصل عن قوات الحلف للمشاركة في جهود الإغاثة في باكستان. وإزاء عجزها الواضح عن إغاثة أبنائها، قبلت باكستان مساعدات إغاثة من جارتها الهند.