اتفق المغرب وإسبانيا على اقتراح عقد مؤتمر وزاري أوروبي إفريقي حول الهجرة بالمغرب، بمشاركة جميع البلدان المعنية بهذه الظاهرة، سواء البلدان المصدرة للهجرة أو العبور أو المقصد. وجاء في تصريح مشترك صدر أول أمس الثلاثاء بالرباط، في ختام اللقاء الذي جمع بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون، محمد بن عيسى، ونظيره الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، أن هذا المؤتمر سيقوم بدراسة جميع جوانب ظاهرة الهجرة وإحداث إجراءات متفق عليها لتدبير تدفق الهجرة على أساس من الشراكة مع أخذ الرابط الموجود بين الهجرة والتنمية بعين الاعتبار، وأضاف التصريح أن الطرفين إذ يتقاسمان الرغبة نفسها في التصدي بصورة حازمة ومشتركة للتحديات التي يمثلها تدفق الهجرة غير الشرعية على المغرب وإسبانيا، فإنهما قررا تشكيل لجنة وزارية مختلطة خاصة، وأوضح أن هذه اللجنة سوف تجتمع في >أقرب الآجال< لتدارس ظاهرة الهجرة في المنطقة في ضوء التطورات الأخيرة وإعداد دراسة متعددة الأبعاد من شأنها تقديم حلول ملائمة ودائمة لمشاكل الهجرة غير الشرعية بمختلف جوانبها المرتبطة بالأمن واحترام الحقوق الفردية والجماعية ومحاربة شبكات المتاجرة في الأشخاص والتعاون التقني في مواجهة هذه الظاهرة التي تمس بمجموع المنطقة. وأشاد موراتينوس، في ختام لقائه الذي دام أزيد من ست ساعات مع نظيره المغربي محمد بنعيسى، بالتعاون المغربي في مجال مكافحة الهجرة السرية، معبرا في الوقت نفسه عن الرضى الكامل لإسبانيا بخصوص الجهود المغربية في هذا المجال. وأوضح رئيس الديبلوماسية الإسبانية أن اللجنة الوزارية المختلطة المتفق عليها بين الرباط ومدريد ستضم أربعة وزراء من حكومتي البلدين كل على حدة، وهم وزراء الخارجية والعدل والداخلية والشغل والشؤون الاجتماعية، وأضاف أن محاولات الاقتحام التي قام بها في الآونة الأخيرة مهاجرون من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء أظهرت المسؤولية الكبرى التي تتحملها إسبانيا والمغرب في مكافحة هذه الظاهرة، من خلال إعطاء الانطلاقة لأعمال مشتركة بهدف تقديم حلول لهذا المشكل، وأشار وزير الخارجية الإسباني إلى أن مهمة القضاء على مشاكل الهجرة السرية >لن تكون سهلة، والادعاء بإمكانية تقديم حلول سحرية لهذا المشكل يعني تضليل الرأي العام، فالأمر يتعلق بمسلسل طويل ومعقد<.