من حب الله تعالى لخلقه وحرصه على أن يحيوا سعداء فى دنياهم ثم آخرتهم، جعل لهم شهر رمضان ليكون إليهم تنقية للفطرة وتنقية للصفات الطيبة في النفس: صفات المحبة والتعاون والإقدام والإنتاج والإتقان وغيرها، تنقيتها مما قد دخل إليها بفعل وساوس الشيطان وإتباعها له كصفات الحقد والحسد والغل والأنانية والكراهية، والكسل والإهمال وغيرها من الأمراض. فهو شهرمن أجل العودة لكل خير: عودة للأصول.. عودة لسلامة القلوب ولقوة النفوس.. عودة لله تعالى مصدر كل قوة وخير.. عودة لدستورالحياة والأساس الذى يُستَقَى منه نظامها..عودة لنظام الإسلام وأخلاقه.. عودة لحُسن العلاقات مع الآخرين، ثم إضافة لكونه صيانة فهو صياغة جديدة لحياتك فى عامك القادم .. هو تدريب وتجهيز لما أنت مُقبل عليه.. تدريب على قوة الإرتباط بالله.. تدريب على قوة الإرادة للعقل والنفس.. تدريب على إستصغارالشيطان وإحتقاره وسحقه وهزيمته.. تدريب على المحافظة على نقاء القلب، وألا يدخله أي شيء أو صفة سيئة .. وتدريب على المحافظة على أخلاق الإسلام الحسنة مع كل الناس ومقاومة أي خُلُُق سيء.. أخي الحبيب، إليك بعض النصائح التى تعينك على الصيانة والصياغة : فأما نصائح الصيانة فأهمها : الخلوة والمراجعة : فمراجعة النفس برفق وود، بمفردها أو مع من تثق فيه، سرا أو علنا، هو بداية تصويبها يقول تعالى منبهاً لأهمية هذا:(اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) الإستغفار: فهو يمحو أي خطأ سابق ويصلح أي خلل، كما يقول تعالى حتى عن الكفار:( قل للذِين كفروا إِن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف). فما بالنا لواستغفرالمؤمن وانتهى !! وكما يقول صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت فى قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر الله وتاب صقل قلبه..) جزء من حديث أخرجه الترمذي الدعاء : فهو كالإستغفار، بل أكثر نتيجة ، كما يقول صلى الله عليه وسلم : >قال الله تعالى يا إبن أدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ..» جزء من حديث أخرجه الترمذي التدبر: في مخلوقات الله وأرزاقه ورحماته، فهو يحرك القلوب والعقول ، فيحرك العقل بدوره الإيمان الفطري الموجود أصلا في كل إنسان ، فيبدأ في التخلص مما فيه من سوء . الإكثار من الحسنات بكل أنواعها: فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قُبلة فأتى النبي صلي الله عليه وسلم فأخبره ، فأنزل الله تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات)، فقال الرجل: ألِي هذا يا رسول الله ؟ قال: لجميع أمتي كلهم ) أخرجه البخاري ومسلم. وأما نصائح الصياغة الجديدة لحياتك فأهمها : إحسان الصوم : فهو سيدربك على قوة إرادة العقل والنفس فلا يتّبعان مستقبلاً إلا كل خير، وسيقاومان كل شر، يقول الرسول صلي الله عليه وسلم منبهاً لأهمية إحسان الصوم: الصيام جُنّة (جزء من حديث أخرجه البخاري) أي وقاية ... فكما تصوم عن الأكل والشرب تصوم أيضاً عن كل حرام بلسانك أو نظرك أو يدك أو رجلك، حتي تتربى إرادتك وتقوى. الإرتباط بالقرآن: فهو المرجع الذي سيوجهك دائما لكل خلق حسن تسعد به في حياتك وآخرتك، يقول تعالى: (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم). التدريب على الإخلاص وإستحضار نوايا الخيرلكل عمل: فالصيام من أفضل ما يدربك على الإخلاص، فلا أحد يعلم أنت صائم أم لا إلا الله خالقك وعالم خباياك ، فيمكنك أن تكون مفطراً وأمام الناس صائما، وما منعك من ذلك إلا حبك له سبحانه وتعالى، وحرصك على تنفيذ أوامره والتي ما طلبها من خلقه إلا لمصلحتهم ولسعادتهم، وطلباً لحبه ولعونه ولرزقه ولتوفيقه ثم لأعظم ثوابه في الآخرة .