كشفت مصادر صحافية عربية أول أمس عن احتمال عقد قمة مغربية جزائرية على أعلى مستوى بين الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في نيويورك على هامش القمة العالمية للأمم المتحدة. وذكرت جريدة البيان الإماراتية أن القمة تأتي نتيجة مساع تبذلها الإدارة الأمريكية للتقريب بين البلدين، في أفق إيجاد حل لنزاع الصحراء، مضيفة أن >إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تسعى للتطبيع في المنطقة من خلال إجراء مصالحة مغربية جزائرية بعدما فشلت جميع المساعي الفرنسية والإسبانية< في التقريب بين الطرفين. وسبق أن أعلن السيناتور الأمريكي ريتشارد لوغار، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس ومبعوث الرئيس الأمريكي جورج بوش لتسلم وتسليم الأسرى المغاربة الذين كانت تحتجزهم جبهة البوليساريو وأفرجت عنهم في شهر غشت الماضي، عن رغبة واشنطن في إجراء حوار مغربي جزائري بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع في إطار الأممالمتحدة. ذلك أن واشنطن باتت حريصة على وضع نهاية للخلاف المغربي الجزائري بشأن موضوع الصحراء المغربية وضمان استقرار المنطقة بعد ثلاثة عقود من عمر هذا النزاع، إذ يبدو أن الإدارة الأمريكية أدركت أخيرا أن جوهر الأزمة يوجد لدى الجزائر، وأن الحل يبدأ من الحوار مع المغرب، مما يعني أن واشنطن تسعى إلى تحييد جبهة البوليساريو من خلال العمل على أن يتوصل المغرب والجزائر إلى صيغة للحل يتم فرضها في النهاية على الجبهة للقبول بها. وكان المغرب قد دعا مرارا الدولة الجزائرية إلى طاولة الحوار السياسي، على اعتبار أنها الجهة التي ترعى جبهة الانفصاليين، وأن أي حل لنزاع الصحراء المغربية يمر من خلال المسؤولين الجزائريين، وفي شهر يوليوز الماضي ألغيت في آخر لحظة الزيارة التي كان سيقوم بها رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى إلى المغرب بطلب من هذا الأخير، الذي اعتبر أن الوقت غير مناسب للزيارة، وذلك ردا على مواقف الجزائر بخصوص الوحدة الترابية للمغرب. وتسعى مختلف الأطراف المرتبطة بنزاع الصحراء إلى تحقيق المصالحة بين المغرب والجزائر بعدما أصبح سائدا الاعتقاد بأن الطرف الجزائري هو المحطة التي تطبخ فيها القرارات الصادرة عن مسؤولي جبهة البوليساريو، حيث طالبت كل من فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية بضرورة دخول الطرفين المغربي والجزائري في حوار سياسي، وكان آخر تلك التصريحات ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازي في شهر يوليوز المنصرم خلال جولة قام بها لبلدان المنطقة شملت تونسوالجزائر والمغرب وأعلن فيها عن رغبة بلاده في عقد مفاوضات مغربية جزائرية لإنهاء ملف النزاع حول الصحراء. ويتوقع أن يكون موضوع الصحراء والحوار المغربي الجزائري إحدى القضايا التي ستكون في جدول أعمال القمة الأورو متوسطية التي سوف تعقد في مدينة برشلونة في شهر نونبر المقبل بمناسبة مرور عشر سنوات على تدشين مسلسل برشلونة الأورو متوسطي، ويحضرها المغرب والجزائر إلى جانب كل من فرنسا وإسبانيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي.