-2- طبيب التجميل المبرز في المستعجلات غريب أمر هذا الوطن الحبيب الذي ابتلي بعناصر تشوه سمعته المشرفة التي تميز بها عبر تاريخه الطويل. يا ناس، ربما لم يخطر ببالكم مرة أن يصبح طبيب التجميل في المستعجلات، وربما قضى ليله كاملا في المداومة ينتظر من يريد أن يجمل آثار الجراح الكاذبة. هل صحيح أن يوجد طبيب التجميل المبرز في الحراسة الليلية للمستعجلات، هو للتجميل وهو مبرز، إنه لأمر غريب حقا ياناس أن يزاول طبيب التجميل مهامه بشكل يكاد يكون عاديا في منتصف الليل، لكنه ليس عاديا. ولم لا، أليس من حقنا كمواطنين أن يصبح لنا طبيب تجميل في المداومة الليلية حتى إذا ما تذكر أحدنا في آخر لحظة من الليل أن به آثارا لجروح قديمة لم ينتبه إليها منذ مدة أن يخرج لتوه نحو قسم المستعجلات في المستشفى البعيد وليس القريب، ليجد طبيب التجميل المبرز المسكين في انتظاره. ماذا تقول يا فلان، أين يحدث هذا! يا سيدي ألم أقل لك إنه لأمر غريب، إن هذا يحدث في وطننا الحبيب، ولكن هذا غير معقول، إن هذا لا يحدث حتى في أعرق الدول تقدما في الجانب الطبي. صحيح يا سيدي أنا أتفق معك ولكنه في المغرب يحدث، ولله در القائل: >ما دمت في المغرب فلا تستغرب<. إن طبيب التجميل لا يوجد عادة إلا في أوقات العمل العادية، وهذا ينسجم مع طبيعة عمله غير الاستعجالية، والتجميل لا يتطلب الاستعجال، أم أن هناك تجميلا يحتاج إلى استعجال، ربما! لعله تجميل الشواهد أو إن شئت قلت تشويه الشواهد، مسكينة هذه الشواهد التي يعتدي عليها طبيب التجميل بالتشويه، أليس الطبيب مختصا في التجميل، فلماذا تحول عمله إلى تشويه وجه هذه الشواهد المسكينة في المداومة الليلية بقسم المستعجلات. لم أعد أفهم شيئا. عليك أن تفهم، وربما الخير لك أن لا تفهم، إن طبيب التجميل الذي يجمل وجوه البشر أصبح يشوه وجوه الشواهد الطبية المثبتة للعجز لمدد قد تصل إلى 35 يوما، أليست الوصفات الطبية مخصصة عادة لتحديد أسماء الأدوية، فلماذا تحولت صباح يوم السبت 01/02/2003 إلى شواهد تثبت مدة العجز، إنه لعجز حقا في التمييز بين الوصفات والشواهد المثبتة للعجز، ألم تميز أيها الطبيب بين هذه وتلك، عفوا أيها الطبيب، فالعيب ليس فيك لأنك ربما لم تكن حاضرا، والحال أن غيابك في الثلث الأخير من الليل ينسجم مع تخصصك، وربما اسمك هو الذي كان حاضرا وكان شخصك غائبا كحال المحكمة تماما حيث حضر اسمك وغاب شخصك. ونصيحتي إليك أيها الطبيب أن تحمل اسمك معك حيثما حللت وارتحلت، ولا تتركه للعابثين الذين ربما يسيئون إليه مستقبلا لا قدر الله باستغلاله في عالم البيطرة. المعتقل البريء: حميد عنبوري