} ماذا عن حال الجراحة التجميلية والتقويمة اليوم؟ وما مدى إقبال الجنسين عليها ؟ وهل من إحصائيات في هذا المجال؟ >> جراحة التجميل مزدهرة في المغرب منذ زمان، فقد عرفت ببلادنا كجراحة تقليدية منذ الخمسينات وأول مصحة لجراحة التجميل في العالم وجدت في المغرب منذ ذلك الحين. وكانت تجرى بها جراحات لم تكن تجرى في أوربا، خصوصا جراحة تغيير الجنس. المشكل المطروح بالمغرب هو عدد الأخصائيين الذي لم يتطور، وهو غير كاف رغم قدم هذه الجراحة عندنا. والإقبال على الجراحة التجميلية بالمغرب كان دوما كبيرا وهو في تزايد مستمر. وهي لا تعني طبقة معينة ماديا أو اجتماعيا، بل تهم جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، بل حتى بالنسبة للعالم نجدها منتشرة أكثر في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية أكثر من الشمالي رغم أن الشمال هو الأغنى... فهي تمارس بكثرة في البرازيل وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، وفي المغرب. أما في شمال أوربا في الدول السكندينافية مثلا فلا وجود لها. وجراحة التجميل، الآن، في ازدهار. وإقبال المغاربة عليها متزايد. وهذا راجع لعدة أسباب، منها كفاءة الأطباء المغاربة نظرا لقدم هذه الجراحة بالمغرب وأيضا لأن المرأة والرجل المغربيين يهتمان كثيرا بمظهر وجههما وجسدهما. ولا ننسى أنه حتى من الناحية الاجتماعية والدينية، مطلوب من المرأة، عند المسلمين بصفة عامة، أن تعمل كل ما في وسعها لكي تتجمل أمام زوجها حتى لا يبحث عن امرأة أخرى. وهذه فكرة شائعة في ثقافة الشعوب الإسلامية. } كم عدد المصحات بالمغرب عامة وبالدار البيضاء بوجه خاص؟ وكيف هو وضعها من حيث التجهيزات والتقنيات المستعملة والأطر العاملة مقارنة مع الدول الأوربية؟ >> عدد المصحات بالمغرب بصفة عامة في ارتفاع، لكن المختصة منها في جراحة التجميل قليلة، هناك واحدة أو اثنتان في الرباط ومثلها في البيضاء فقط. وبصفة عامة، الأطباء المختصون لهم عيادات يستقبلون فيها الناس ويشتغلون في المصحات العامة. أما تأسيس مصحة مختصة في جراحة التجميل فهذا شيء في منتهى الأهمية، وأسمى مرامي اختصاصنا... خاصة أن جراحة التجميل جراحة خاصة تتطلب عناية خاصة، والناس الذين يقصدونها يكونون في ظروف خاصة؛ لذلك من الأحسن أن يعالجوا في مصحة. أولا، لأن الممرضين -بالإضافة للأطباء العاملين بالمصحة- كلهم مختصون ومتعودون على هذا النوع من الجراحة. ثانيا، تكون المصحة مجهزة بجميع ما يتطلبه الاختصاص. ثالثا، زبناؤها يكونون في ظروف نفسية أفضل في المصحة المختصة عوض مصحة متعددة الاختصاصات، لأنه من الصعب على شخص (رجل أو امرأة) يريد فقط تقويم أنفه أو شفط الدهون أن يجد نفسه قرب أسرة متألمة، لأن أحد أفرادها يرقد في الغرفة المجاورة يعاني من مرض عضال ويواجه الموت! كل هذا يجعل جراحة التجميل تتطلب إطارا خاصا بها. وهذا مادفعني شخصيا، بعد 30 سنة من الممارسة والخبرة، إلى أن أبذل مجهودا من أجل إنشاء مصحة في مستوى عالمي خاصة بجراحة التجميل، سواء من حيث مستوى التكوين أو التقنيات والآلات والمواد المستعملة، فجميع التقنيات الموجودة في العالم موجودة في المغرب. والمغاربة المختصون في جراحة التجميل يضاهون جميع أطباء العالم من المستوى العالي. وهذا ما نلمس أثره في جميع اللقاءات والمؤتمرات والمناسبات الدولية والعالمية التي يحتك فيها الأطباء المغاربة بزملائهم في أوربا وأمريكا. والجميع يعلم أن مستوى الأطباء المغاربة مستوى عال جدا. } كم عدد الجراحين المختصين ومستوى الكفاءة لديهم؟ >> للأسف، العدد لا يفوق 50 مختصا في المغرب بمن فيهم الأطباء العاملون في القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع المدني والقطاع العسكري والمستشفى الجامعي، سواء المكونين أو الذين في إطار التكوين. وهذا عدد غير كاف. والأغلبية الساحقة منهم موجودة بالرباط والدار البيضاء. جراحة التجميل كممارسة وخبرة يجب أن تكون مرحلة نهائية، حيث يجب على جراح التجميل أن يكون أولا طبيبا، ثانيا له إلمام بالجراحة بصفة عامة، ثالثا: يجب أن يتكون في جراحة التقويم والإصلاح. وأخيرا، يتكون في جراحة التجميل. وهذا مسار تكوين طويل، وهو ما يفسر العدد القليل للأخصائيين في المغرب وفي العالم. هو تكوين يتطلب أكثر من 20 سنة. وللأسف، نرى أن هناك كثيرا من «المشعوذين»، وإن كانوا -سامحهم الله- أطباء وزملاء في الطب العام أو في اختصاص آخر، يترامون على جراحة التجميل لأسباب مادية محضة. وهذا يضر بسمعة جراحة التجميل في المغرب وبالطب والطبيب المغربي والمواطنين. لذلك نلفت انتباه طالبي التجميل لكي يأخذوا حذرهم ويحموا أنفسهم. وننصح كل من يريد إجراء عملية تجميل بالاتصال بالجمعيات الجهوية لهيئة الأطباء بالمغرب ويطلب منها لائحة أطباء التجميل والتقويم بمدينته، لتفادي المصائب والمضاعفات الكثيرة التي يتسبب فيها الدخلاء على هذه الجراحة. } كم عدد المستفيدين من خدمات هذه المصحات؟ من المغاربة والأجانب؟ وماهي جنسيات الأجانب الأكثر إقبالا على المصحات المغربية؟ >> حسب تقديري، تجرى بالمغرب تقريبا ما بين 1000 و1500 عملية لجراحة التجميل شهريا. لكن لا يجب أن ننسى شيئا مهما، وهو أن المختص الحقيقي في جراحة التجميل يسمى بالفرنسية (Cherurgien Plasticien)، فالاختصاص ليس هو جراحة التجميل ولكن (Cherurgie Plastique)، أي جراحة الشكل، ونحن نسميها جراحة التقويم والتجميل، لأن هذا الاختصاص يشمل فرعين: التقويم والإصلاح: ويعنى بالحروقات ومخلفات الحوادث والتشوهات الخلقية وأمراض السرطان... إلى غير ذلك. والتجميل يقبل عليه أشخاص غير مرضى بالمعنى الكلاسيكي، وإنما لديهم نوع من التشوه في جسدهم يحدث لهم ضيقا نفسانيا. وهدف جراحة التجميل هو مساعدة هؤلاء على التخلص من ذلك الضيق ليكونوا في حالة نفسانية واجتماعية أفضل. وبخصوص الأجانب، فهذه ظاهرة شيئا ما جديدة بالمغرب. ولله الحمد، في السنين الأخيرة بدأ عدد كبير من الأجانب يأتون للمغرب لإجراء عمليات التجميل، وعدد العمليات التي تجرى لهم يتراوح ما بين 10 إلى 15% من مجموع العمليات التي تجرى بالمغرب. وهذا شيء مهم يشرف جراحة التجميل عندنا. إنه إقبال قابل للارتفاع، نظرا، أولا، للثقة التي يضعها الأجانب في جراحة التجميل بالمغرب ونتيجة للسمعة الممتازة وللصدى الطيب الذي يتمتع بهما الجراحون المغاربة في الخارج. ثانيا، لأن هناك امتيازات مادية من حيث الأثمنة والتي لا تتجاوز ثلث الأثمنة بالنسبة لنفس العملية المجراة بأوربا. وهذا مجهود مبذول من طرف الأطباء المغاربة، حيث يمكن للشخص الراغب في إجراء العملية أن يأتي برفقة أسرته ويقيم يومين أو ثلاثة أيام بالمصحة وأسبوعا آخر بأحد الفنادق ويقوم بالسياحة واكتشاف المغرب. ولا تبلغ تكاليف كل ذلك حجم تكاليف إجراء نفس العملية بأوربا. وبالنسبة للتكاليف، فتونس تنافس المغرب في هذا الميدان، لأن الدولة التونسية شجعت رسميا سياحة جراحة التجميل، إذ أعطت امتيازات ضريبية للمصحات المختصة بجراحة التجميل، لأن لها مردودية اقتصادية على البلاد بجلبها للسياح. وأغلب الأجانب، الذين يقبلون على إجراء عمليات التجميل بالمغرب هم من اسبانيا، فرنسا، إيطاليا، سويسرا، كندا وكذلك من إفريقيا: الجزائر، موريتانيا، السينغال، ساحل العاج وبوركينا فاسو ودول الشرق والخليج. والملاحظ أن الأفارقة من السينغال، ساحل العاج وبوركينا فاسو يلجأون إلى المغرب أكثر، لأنهم، بالإضافة إلى السمعة التي تتمتع بها الحرفة بالمغرب، يحسون أنهم يعاملون عندنا باحترام أكثر مما يلقونه في أوربا. } بخصوص الأثمنة وتكاليف العمليات، يقال إنها باهظة؟ >> هناك دعاية تقول إن جراحة التجميل باهظة الثمن، لكن ذلك غير صحيح، فإذا قارنا بين عملية كلاسيكية في مصحة متعددة الاختصاصات، مثلا عملية إزالة المرارة مع عملية تجميل الأنف، وهما عمليتان تتطلبان نفس الوقت في قاعة العمليات، نفس المصاريف، نفس مدة الإقامة في المصحة، نجد أن الفاتورتين جد متقاربتين، أي نفس الثمن تقريبا. وربما عملية إزالة المرارة أغلى. ما يجعل بعض الناس يعتقدون أن أثمنة جراحة التجميل مرتفعة هو أنهم يظنون أن هذه العمليات غير ضرورية، أي أنها ثانوية، ترفيهية إلخ... وهذا خطأ، لأن الأطباء المغاربة يبذلون مجهودا كبيرا لتكييف الأثمنة مع القدرة الشرائية للمغاربة. كما أن دور هذه الجراحة مهم في إسعاد الناس وإدخال السرور على نفسيتهم لتجاوز إحساسهم بالنقص. وجراحة التجميل، الآن، تطالب بدور استشفائي، لأن تعريف الصحة من طرف المنظمة العالمية للصحة يعتبر أن الإنسان في صحة جيدة إذا كان في حالة جسمانية ونفسانية واجتماعية جيدة. وجراحة التجميل تساعد الشخص على أن يكون في حالة نفسانية جيدة، أي في صحة جيدة. } هل هناك إعفاء أو تشجيع من طرف الدولة لهذه الجراحة؟ >> لا، ليس هناك أي تشجيع، بل بالعكس ينظر إلى الأطباء، بصفة عامة، كتجاريين يربحون الأموال بسهولة، مع أنهم تابعوا دراسة طويلة جدا أكثر من أي تخصص آخر، وأن لهم مسؤولية كبيرة، وأنهم يعيشون على أعصابهم وأن الأطباء خاصة الذين يعملون بالقطاع الخاص يخففون العبء عن الدولة بالتكفل بنسبة كبيرة من المرضى. بصراحة، هناك نظرة غير مرضية للسلطات عن الأطباء عموما، وهذا غلط. } بخصوص شركات التأمين، ما هي العمليات التي يمكن أن تعوض عنها؟ >> بالنسبة لشركات التأمين تعوض عن جراحة التقويم والإصلاح، لكن جراحات التجميل لا يتم التعويض عنها. وهناك اسثناءات يتم التعويض فيها. مثلا، جراحة الأنف إذا كان به اعوجاج يعيق عملية التنفس، أو عملية شد البطن بعد ترهله أو تشوهه بسبب الولادات المتعددة وحصول فتق، أو كبر حجم الثديين الذي يسبب ألما في الظهر. مبدئيا، يمكن التعويض عن هذه العمليات. أما عمليات التجميل الأخرى كشد الوجه وشفط الدهون، فلا يعوض عنها لا في المغرب ولا في الخارج. وهذا شيء معقول. } ما هي أنواع الجراحات التي تعرف إقبالا كثيرا من طرف النساء؟ >> المغربيات لديهن تقريبا نفس الطلب بالنسبة للأوربيات. هناك فقط بعض الاختلاف في نوعية الطلب. والعملية المطلوبة أكثر في المغرب هي نفسها في العالم كله وهي شفط الدهون، وهي عملية عرفت انتشارا استثنائيا، حيث أصبحت أهم عملية تجرى في العالم بالنسبة لجميع الاختصاصات الطبية، بعد ذلك تأتي بالنسبة للمغرب عملية تجميل الأنف ويطلبها الرجال أيضا بنفس النسبة، ثم عملية تجميل وشد البطن، تجميل الجفون، ثم تجميل الثدي بتكبيره أو تصغيره، ثم عملية تشبيب الوجه، وهذه الأخيرة الطلب عليها متزايد كثيرا في السنين الأخيرة. } وبالنسبة للرجال أي هذه الجراحات تعرف إقبالا كثيرا؟ >> زرع الشعر أكثر من 90% رجال وشفط الدهون من الثدي، فهناك بعض الرجال لديهم ثدي بارز مثل النساء وهو مليء بالدهنيات ويخلق لهم ذلك إحراجا مع زوجاتهم، كما أنهم لا يستطيعون التعري في المسبح والحمام. والحل سهل لا يتعدى شفط الدهون بدون إحداث جرح. وهاتان العمليتان (زرع الشعر وشفط الدهون من الثدي) خاصتان بالرجال فقط، ثم هناك عمليات تعرف إقبالا من الجنسين كتجميل الأنف وشد الوجه. } وبخصوص نسبة إقبال الجنسين على جراحة التجميل؟ >> تصل نسبة هذا الإقبال إلى رجل واحد مع كل 4 نساء، أي 25 % رجال و75% نساء. وإقبال الرجال على جراحة التجميل، رغم قلته، فهو في تزايد أيضا. والملاحظ أن الرجال عندما يلجأون إلى المصحة يأتون وحدهم. أما بالنسبة للسيدات، فغالبا ما تأتي المرأة رفقة أمها أو أختها أو صديقتها أو زوجها... فكل أسرتها ومحيطها يعلم بذلك، وربما زوجها من يدفع الفاتورة. أما الرجل، فهو يقرر وحده ويأتي وحده ويؤدي المصاريف بنفسه ويقوم بالعملية بسرية أكثر. } أي من الجنسين يقبل أكثر على الجراحة التقويمية والتجميلية الحميمية، أي تقويم وترميم الأجهزة التناسلية؟ وأي الأجزاء هي الأكثر خضوعا لهذه الجراحة؟ >> كانت الجراحة الخاصة بتحويل الجنس تجرى بالمغرب في الخمسينيات عندما كانت ممنوعة في أوربا. حاليا، لم تعد تجرى. الآن، هناك إقبال على الجراحة الحميمية، لكن الطلب يبقى قليلا. ويمكن أن تجرى العمليات عند طبيب مختص في جراحة التجميل أو عند طبيب مختص في الأجهزة التناسلية كطبيب المسالك البولية أو طبيب النساء والتوليد. ويمكن أن يكون الهدف من إجراء هذه العمليات هو إشباع الرغبة الجنسية أو بسبب تشوه في الأجهزة التناسلية الخارجية. وتجرى عملية التجميل وتتم في إطار خاص واحتياطات كثيرة. والطلب كثير. لكننا نتقاسم هذا النوع من العمليات مع الأخصائيين في المسالك البولية وفي طب التوليد والنساء. من هذه العمليات تصغير أو تكبير شفتي الفرج أو حقن المهبل لكي ينتفخ أو تصغير أو تكبير البظر أو حقنه لكي ينتفخ أو (le point G)، أي تقويم وتجميل التشوهات في الأجهزة التناسلية الخارجية والمناطق الحساسة. وبالنسبة للرجال، هناك تكبير القضيب بتطويله أو توسيعه عن طريق حقنه بالدهنيات. عموما، هذه عمليات تجرى بالمغرب، لكن الطلب عليها يبقى قليلا وهي عمليات تتطلب نوعا من الاحتياطات، لأنه إذا وقع خطأ في التدخل الجراحي يؤدي إلى آلام في العملية الجنسية. } السن الأكثر إقبالا لدى الجنسين؟ من إلى...؟ >> يبدأ الإقبال من الولادة بالنسبة للأطفال الذين يولدون بتشوه خلقي كانشقاق الشفة، حيث تجرى العملية في الشهر الثالث بعد الولادة. وبالنسبة لجراحة تجميل الأذن البارزة في سن 6 - 7 سنوات، وجراحة تجميل الأنف في سن المراهقة (15 سنة)، وشفط الدهون (15 - 17 سنة)، وشد البطن وتكبير وتصغير الثدي بعد الولادة (40 - 50 سنة)، أما في سن (45 - 50سنة) ، فتبدأ عملية التشبيب بشد الوجه وتشبيب الجفون. هناك عمليات لجميع الأعمار، لكن الأغلبية الساحقة تجرى بعد 40 سنة. وعمليات التشبيب وشفط الدهون من جميع أعضاء الجسد هي المطلوبة أكثر وتبدأ من سن المراهقة، أي 15 سنة فما فوق، خصوصا لدى بعض النساء اللواتي، لأسباب وراثية، تتراكم الدهنات في أجزاء معينة من جسدهن، مثلا، في البطن، الجنبات، العنق، الذراع... فرغم الحمية والرياضة وإنقاص الوزن إلا أن هذه الأماكن تظل كما هي، وإذا استعادت المرأة وزنها تسمن هذه الأجزاء أكثر. ولهذا فهي لا ينفع فيها إلا الشفط. وعملية شفط الدهون تخص السيدات. وهي عملية ليس بغرض التخسيس وإنما لإعادة نحت الجسد. ويمكن إنجاز العملية في حلقات ونزيل ما بين 5 - 6 لترات من الدهون في كل حلقة. } ماهي الدوافع والحوافز التي تجعل الشخص يلجأ إلى الجراحة التجميلية؟ >> الحافز أو الدافع هو شيء أساسي في جراحة التجميل وله أهمية قصوى، لأن جراحة التجميل هي جراحة شخصية بصفة عامة. الطبيب الجراح عادة ما يجري العملية بعد 2 أو 3 لقاءات. وخلالها يجب أن يفهم الطبيب ماهو الدافع للعملية، لأنه إذا كان الدافع أو الوازع شخصي، فإن العملية محكوم عليها بالنجاح مسبقا. أما من يلجأ إلى جراحة التجميل لأسباب أخرى، فهذه محكوم عليها بالفشل مسبقا كيفما كان مستوى التقنية في العملية، لأنه لم يحدث أبدا أن استعادت جراحة التجميل زوجا لزوجته أو صديقا لصديقته بعد أن افترقا، لأن الأمر لا يتعلق بأنف أعوج، بل بمجموعة من الأشياء والسلوكات. عملية التجميل لن تعيد للزوجة زوجها. إذن، لن تصل إلى الهدف. لذلك ستعتبر المرأة المعنية العملية فاشلة ولن تكون راضية عنها وستعود إلى الطبيب لتقول له إن العملية ليست كما يجب أن تكون. أيضا هناك عدد من الناس تكون لديهم مشاكل أخرى اجتماعية، كعدم الاندماج في المجتمع، فشل في العمل، فشل في الدراسة إلخ... ويحولون هذا المشكل إلى عضو من أعضاء جسمهم. ويعتقدون أنهم إذا أجروا عملية تجميل لهذا العضو ستنصلح أحوالهم. وهذه حالات كثيرة جدا يجب الانتباه إليها واتخاذ الحذر منها. بصفة عامة، نلبي طلب إجراء عملية التجميل لواحد من ضمن 3 أشخاص، وسبب رفضنا يكون إما راجع إلينا أو إلى الراغب في العملية، لأن حالته الصحية لا تسمح له بإجراء العملية أو أنه قد يواجه خطرا أثناءها أو أن الوازع ليس شخصيا أو أن ما يطلبه لا يمكن أن تحققه له جراحة التجميل أو أن المشكل ليس في جسده، بل يعاني من مشاكل أخرى. وقد يأتي السبب منه هو حيث نشرح له، خلال اللقاءات التي نجريها معه قبل إجراء العملية، التقنية التي سنعتمدها في التدخل الجراحي وهل ستكون هناك آثار أو ندوب، وما هي النتيجة المنتظرة والمضاعفات التي يمكن أن تحدث... وبعد أن نشرح له كل هذا، يمكن أن يتخلى عن العملية، لأنه كانت لديه فكرة خاطئة أو مبالغ فيها عن جراحة التجميل. بصفة عامة، ننفذ طلبا من ضمن ثلاثة. } وهل الدوافع هي نفسها بالنسبة للجراحة التجميلية الحميمية؟ >> فعلا، يمكن أن يكون الدافع معقولا من حيث إشباع الشهوة الجنسية، كالشخص الذي يعاني من قصر أو ضمور القضيب بينما يكون مهبل زوجته متسعا... وبعد نقاش بينهما حول المشاكل التي يعانيان منها خلال العملية الجنسية، يتم الاتفاق على إجراء عملية تكبير أو تضخيم القضيب لحصول الإشباع الجنسي عند الطرفين. } ما هو معدل مدة إجراء عملية جراحة التجميل؟ >> مدة العمليات تختلف من ربع ساعة إلى 8 ساعات، حسب الحالات. لكن، بصفة عامة، هناك عمليات تتطلب وقتا طويلا (7 - 8 ساعات). ويمكن إجراء تخدير محلي موضعي أو تخدير عام حسب نوع العملية. } هل هناك نموذج ( PROFIL TYPE) للأشخاص الذين يلجأون للجراحة التجميلية؟ >> البروفيل النموذجي الذي نريد هو الشخص (رجل أو امرأة) الذي يرغب في جراحة التجميل لوازع شخصي، مثلا المرأة التي تشعر أنها مازالت نشطة في حياتها ولديها رغبة في العمل والاشتغال، لكن عندما تستيقظ في الصباح وتنظر إلى وجهها في المرآة، تعطيها المرآة صورة لها أكبر من تصورها وفكرتها هي عن ذاتها، مما يعطيها إحساسا بعدم التناسق والتوازن والتوافق بين الصورة التي تعكسها المرآة ونفسيتها وعقليتها. هدف جراحة التجميل هو الإصلاح وخلق توافق وتحقيق تصالح مابين الاثنين. ثانيا، الشخص الذي يكون على علم، أي على الشخص المقبل على إجراء جراحة التجميل أن يكون على علم بكل ما يتعلق بعملية جراحة التجميل، سواء من الناحية التقنية والنتيجة المنتظرة والمضاعفات... فكلما كان الشخص على علم وكان لديه نوع من الانفتاح الثقافي، كلما كانت الأشياء أحسن وأوضح، وانعدمت المفاجآت فيما بعد. ونحن دائما نشجع الراغبين في إجراء عملية التجميل على طرح أكثر ما يمكن من الأسئلة، وألا يتركوا أي نقطة غامضة في ذهنهم. وواجب الطبيب أن يجيب عن كل الأسئلة. جراحة التجميل جاءت من أجل أناس لهم مستوى من الانفتاح الثقافي والفكري. ولا أقصد هنا دبلومات وشهادات، بل انفتاح عقل وفكر... فهناك أناس بدون دبلومات وشهادات، لكن لديهم انفتاح فكري على التطور العلمي وعلى العصر الذي يعيشون فيه، وهناك أناس يكونون منغلقين دون كل ذلك. مثلا أن تقبل سيدة، تحت تخدير عام، إجراء جراحة تجميلية غير ضرورية للحياة وليست لأمراض قاهرة، بل من أجل الراحة النفسانية والتجميل... هذا يعني أن لديها ثقة كبيرة في الطب والأطباء وفي التقدم الذي وصل إليه العلم والطب، أي لديها انفتاح فكري. } هل يمكن للطبيب الجراح رفض إجراء عملية تجميلية ما؟ ومتى يجب عليه رفض ذلك؟ وهل حدث لك ذلك؟ ما سبب رفضك؟ * نرفض على الأقل ثلثي الطلبات إما لأسباب صحية (كأمراض القلب، السكري، التعفنات)، حيث يمكن للعملية أن تمثل خطرا على حياة الشخص. وإما لأمراض نفسانية، وفي هذه الحالة، لا يمكن إجراء العملية إلا بعد موافقة الطبيب النفساني المعالِج. وإما لانعدام الدوافع الشخصية كأن يكون هدف المرأة من إجراء العملية هو الحصول على إعجاب الزوج مثلا أو لأن أحدا قال لها: «إن أنفك ليس جميلا». وإما في حالة الأشخاص الذين يطلبون أشياء غير معقولة، مثلا، أن يطلب منا أحدهم أن نصلح جبهته، لأنها منتفخة يريد أن ينقص منها! فلا يمكن أن نشق جمجمته من أجل ذلك...! وأحيانا تكون سيدة تنتظر دورها في قاعة الانتظار، وهي تتصفح مجلة، فتجد بها نجمة، وعندما تدخل عند الطبيب تدخل معها المجلة وتقول له: «أريد أنفا مثل أنف أو ثدي هذه الممثلة»! وهذه أيضا نرفض طلبها، إذ نقول لها: «نحن لا يمكن أن نعطي لأحد أنف الآخر، لأنه لا يمكن أن نعطيك إلا أنفك لكن في حالة أحسن». } بخصوص نتائج الجراحات، هل هي مضمونة 100%؟ ما هي نسبة ضمان نجاحها؟ >>لا ليست مضمونة 100%... فعندما نقول جراحة التجميل، فهي تضم كلمتين: جراحة وتجميل. ووجود كلمة جراحة يعني احتمال وجود مضاعفات أو فشل إلخ... إنما -بكل صراحة- المضاعفات ممكنة، لكن نسبتها في جراحة التجميل قليلة جدا بالقياس إلى الاختصاصات الأخرى. ويجب أن تكون وتبقى كذلك. وهي قليلة لثلاثة أسباب: لأن مستوى تكوين جراح التجميل والاحتياطات التي يتخذها من قبل تجعل المضاعفات قليلة. ولأن الأشخاص الذين يجرون العملية غير مرضى ولا يعانون لا من السكري ولا الضغط ولا القلب... إلخ. ثم إن العملية سطحية وهي جراحة جلدية. ونحن نناضل ضد الانحرافات والمتطفلين على الحرفة من بعض الأطباء غير المختصين والذين يقومون بجراحة التجميل وما أكثرهم، مما يجعل الباب مفتوحا على الانحرافات والمضاعفات. وللأسف، فهؤلاء في تكاثر مستمر بسبب انعدام المراقبة والحماية الرسمية. وأيضا بسبب انعدام مراقبة هيئة الأطباء لما يقوم به الأطباء بعياداتهم ولا ما يكتبون في لافتاتهم، حيث لا يتم التحرك إلا بعد التقدم بشكاية... لذلك يبقى على الناس أن يحموا أنفسهم بأنفسهم من خلال التقصي والاستشارة والتأكد من مؤهلات وكفاءات وتخصص الطبيب المقصود وأنه طبيب جراح مختص في جراحة التجميل وليس طبيبا مختصا في الجلد أو التخدير وليس له أي تكوين جراحي، وأنه سيجري العملية في مصحة خاصة وليس في عيادة! فهناك طبيب مختص في الأمراض الجلدية يجري عملية تجميل الثدي بعيادته بالعاصمة الاقتصادية، وهناك طبيبة مختصة في التخدير تجري عملية شفط الدهون بالعاصمة الإدارية! وللأسف، عندما تحدث حالة واحدة (مضاعفات أو وفاة) تستغل من الناحية الإعلامية وتخلق ضجة وتشبع رغبات المناهضين لجراحة التجميل، ولا يقال إن الضحية لم تنتبه ولم تأخذ حذرها وأنها أجرت العملية عند طبيب غير مختص وأنها أجرتها في عيادة وليس في مصحة. وإنما يقال إنها أجرت عملية تجميل بالمغرب ووقع لها ما وقع! وهكذا نأتي على الأخضر واليابس. ثم إنه يستحيل أن نتكلم عن نسبة النجاح في جراحة التجميل، لأن النسبة هي شيء ذاتي، ويختلف من شخص لآخر. والعملية التي أجدها أنا كطبيب ناجحة 70%، يجدها الشخص المعني ناجحة 90% أو العكس. إذن، النسبة هي مختلفة ونسبية. المهم هو الوضوح والشفافية والصدق. على الطبيب أن يجري العملية بعد لقاءين أو 3 لقاءات ويشرح للمعني أكثر ما يمكن عن العملية: عن التقنيات المستعملة أو الندوب التي يمكن أن تبقى بعد العملية أو المضاعفات التي يمكن أن تحدث، وأيضا النتيجة المنتظرة. وعلى المعني بالعملية أن يطرح أكثر ما يمكن من الأسئلة ليعرف كل شيء ويكون على علم بجميع الأشياء. وإذا كانت الأشياء واضحة، ستكون النتيجة مرضية. } الطبيب عموما ملزم بعلاج مريضه وفق المعايير المتفق عليها والتي يفرضها قانون المهنة وأخلاقياتها، لكنه غير ملزم بالنتائج، أي شفاء المريض... وبالنسبة للجراحة التجميلية، هل الطبيب ملزم بالنتيجة، أي إرضاء الشخص المُعالَج خصوصا أن هذا الأخير غير مريض وليس في حالة استعجالية أو خطيرة، بل إنه يريد فقط تحسين مظهره؟... وهل يتم التعاقد بين الشخص الراغب في إجراء عملية تجميلية وبين الطبيب الجراح التجميلي بعقد مكتوب يلتزم فيه الطبيب بالنتيجة التي وعد بها شفاهيا الشخص المُعالَج؟ >> جراحة التجميل هي اختصاص طبي جراحي كباقي الاختصاصات. ويطبق عليها نفس القانون الذي يطبق على جميع الاختصاصات. والعقد بين جراح التجميل والشخص المعني بجراحة التجميل هو التزام باستعمال الوسائل من أجل النتيجة وليس الالتزام بالنتيجة. وأنا أؤكد على هذا. ويبقى الاختيار للشخص المعني،لأن هناك العديد من رجال القانون وغيرهم أرادوا تطوير جراحة التجميل بفرض إدخال الالتزام بالنتيجة. وهذا جهل، إذ كيف يلتزم الطبيب بالنتيجة وهناك عدد من الأشياء خارجة عن إرادته، فمثلا كيف يمكن ضمان نتيجة عملية لترميم الجلد وهو مختلف من شخص لآخر؟! حيث يمكن إجراء نفس العملية ل 10 أشخاص، لكن لا يمكن الحصول على نفس النتيجة. فجلد الإنسان حي وله كلمته في الموضوع وكل جلد يتفاعل بشكل خاص مع الجراحة والمواد المستعملة فيها. مثلا هناك أشخاص لهم حساسية لنوع الخيط المستعمل عالميا؛ لذلك فالجراح التجميلي لا يتحكم في كل الأشياء، وكيفما كانت تجربته أو سمعته في العالم يمكن أن تقع له مضاعفات. لقد درسنا وتعلمنا اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب جميع المضاعفات، لكن تبقى نسبة حدوث مضاعفات ما خارجة عن إرادة الطبيب. والحمد لله، المضاعفات قليلة جدا في جراحة التجميل مقارنة مع الجراحات الأخرى. وفي الغالب تحدث في عملية التخدير العام. إذن، الأمر، في الواقع، هو التزام بالإخبار والإعلام فقط وليس بالنتيجة. وليس هناك أي عقد بين الطرفين، بل مايجب أن يكون هو ما أقوم به أنا شخصيا... لدي ملف تفسيري عن كل عملية، حيث أعطي للشخص الذي يريد إجراء عملية ما الملف الخاص بها وهو يضم جميع المعلومات والشروحات حول كل مراحل العملية، سواء من حيث التقنية المستعملة، التنيجة المنتظرة والمضاعفات المحتملة... يطلع عليه ثم يعود ليطرح الأسئلة التي يريد. فالتعاقد هنا هو عقد شرف معنوي لا أكثر. } هل هناك إجراءات قانونية أو تنظيمية لحماية هذه الحرفة من المتطفلين عليها؟ وحماية مصالح الشخص المُعالَج في حالة فشل العملية؟ >> ليس هناك أي شيء... هناك الجمعية المغربية لجراحة التقويم والتجميل، لكن ليس لها أي سلطة، هدفها علمي محض. وهناك هيئة الأطباء المغاربة، لكنها لا تنظر في هذه الأمور ربما لأن هناك فراغا قانونيا، مما يجعلها لا تتحرك إلا بعد تسجيل شكوى، ثم هناك وزارة الصحة وهي لا توفر أي حماية. لذلك نطلب من الناس أن يحموا أنفسهم. } ما هي مراحل المتابعة الطبية للمُعالَج بعد التدخل الجراحي؟ >> هناك متابعة قبل العملية تتم في ثلاث لقاءات يتلقى فيها الشخص جميع الشروحات والمعلومات، ثم هناك متابعة بعد إجراء العملية. وغالبا ما يكون ذلك حسب نوع العملية، فهناك عمليات لا تتطلب متابعة طويلة، وهناك عمليات تتطلب شهورا، خصوصا تلك التي تكون فيها جروح، لأن الجروح تتطور لمدة تتراوج مابين 6 أشهر إلى سنة. ومن الأحسن أن يظل الشخص تحت إشراف الطبيب. وتكون المتابعة مشددة في الأسابيع الأولى، مثلا مرتين في الأسبوع وتتناقص مع مرور الوقت مرة في الشهر أو بعد 6 أشهر... إلخ. والمتابعة هي جزء من العلاج. - وبخصوص المتابعة الطبية بالنسبة للأجانب الذين يجرون جراحة التجميل بالمغرب؟ * مبدئيا، هذا مشكل مطروح بحدة. أولا، نحن نطلب من الأجانب الإقامة بالمغرب أطول مدة ممكنة حتى نتمكن -على الأقل- من المتابعة خلال الأيام الأولى. ماحدث هو أن زملاءنا في أوربا، وبالأخص في فرنسا، أخذوا موقفا غير قانوني ولاإنساني ولا يمت بشيء إلى الصداقة التي تجمع أطباء البلدين، حيث اتفقوا فيما بينهم على رفض التكفل بالمتابعة للفرنسيين الذين أجروا العمليات بالمغرب أو تونس وأعلنوا هذا صراحة. وهذا بالنسبة لي إجراء غير قانوني وعنصري ولاإنساني ولا يشرف مهنة الطبيب. ولحسن الحظ، المضاعفات في جراحة التجميل قليلة جدا. ونطلب من الأجانب، خاصة الفرنسيين إن كانت لهم علاقة مع طبيب عام بفرنسا أن يخبروه قبل إجراء العملية بالمغرب وأن يتفقوا معه على متابعتهم بعد إجرائها ونبقى نحن معه على اتصال من أجل ذلك. } ما هي العمليات الأكثر خطورة؟ وكم يقدر عدد الوفيات أثناء العمليات وما سبب ذلك؟ >> كل عملية يمكن أن تصبح خطيرة إذا لم يتم تدبرها والتهيؤ لها في البداية بطريقة صحيحة وسليمة وإذا لم تجر التقنية اللازمة ولم تتخذ الاحتياطات الضرورية لها قبل وأثناء وبعد إجراء العملية. أما بالنسبة للوفيات فهي، أولا، قليلة جدا. ثانيا، ليست ناتجة عن العملية الجراحية. فمثلا لا يمكن لجراحة تجميل الأنف أو الثدي أن تقتل. ما يقتل هو الأشياء الجانبية إما حادثة في التخدير أو أمراض باطنية غير معروفة كتشمع الكبد نفاجأ بها خلال العملية... } كم عدد الملفات المطروحة على القضاء؟ وعدد التي كانت لصالح الشخص المُعالَج؟ >> تمثل الملفات المطروحة على القضاء نسبة ضئيلة جدا في المغرب قياسا مع أوربا. وهذا شيء في مصلحة الناس. والملفات المعروضة بصفة عامة هي لأناس حدثت لهم مضاعفات نتيجة إجرائهم عمليات عند أطباء غير مختصين في جراحة التجميل وفي عيادات بدل المصحات المختصة. لكن أريد أن أوضح هنا أمرا وهو أنه ليس في مصلحة الناس تشجيع الملفات القضائية. فالأثمنة في جراحة التجميل مرتفعة في أوربا وأمريكا نتيجة ارتفاع تكاليف التأمين، لأن هناك ملفات قضائية كثيرة تنتج عنها متابعات، مما يجعل الأطباء هناك إلى عكس ارتفاع تكاليف التأمين على تكاليف عمليات جراحة التجميل.