توصلت الهيئة الوطنية للأطباء في المغرب برسالة من الجمعية المغربية لجراحة التجميل والتقويم، استنكر فيها أطباؤها تعرض عدد من المغاربة، وأغلبهم نساء، لأخطاء مهنية ومضاعفات صحية، عقب خضوعهم لعمليات جراحية على أيدي أطباء، وصفوهم بأنهم "غير مختصين في الجراحة التقويمية والتجميلية". وفاء عسلي قضت نحبها خلال إجراء عملية تجميل في مصحة بالبيضاء وجاءت فكرة رفع هذه الرسالة، عقب وفاة شابة مغربية، خضعت لعملية جراحية، قبل أقل من 30 يوما، في إحدى المصحات بمدينة الدارالبيضاء، حيث فارقت الحياة متأثرة بمضاعفات بسبب العملية التجميلية، ما أثار حفيظة أعضاء الجمعية المذكورة، وحركتهم لمطالبة هيئة الأطباء بالتحقيق في الموضوع، ووقف تكرار مثل تلك الحادثة. وعقب هذه الرسالة، عقد أعضاء الجمعية المذكورة لقاء مع رئيس هيئة الأطباء، الذي أوصى بضرورة الإبلاغ عن حالات التجاوز، التي ترتكب في بعض المصحات، حيث تجرى عمليات جراحية تجميلية دون مراعاة للقانون وللمعايير الطبية، الموصى بها في هذا الإطار. ويفتقر المغرب إلى سجل وطني حول عدد العمليات الجراحية التقويمية والتجميلية، التي يجريها مواطنون مغاربة أو أجانب، كما يفتقر إلى سجل يحصي عدد الوفيات، جراء هذه العمليات، أو التعرض لمضاعفات بسببها. وكشفت ندوة صحفية، نظمت بالدارالبيضاء، أخيرا، حول جديد الجراحة التجميلية في المغرب، أن أبرز المضاعفات الصحية، التي تعرضت لها نساء مغربيات، جراء خضوعهن لعمليات تجميلية، هي فقدان البصر وفقدان الأنف، وظهور تشوهات من مختلف الدرجات، أغلبها تقع في الوجه والبطن ومنطقة الصدر، تصاحبها ندوب متنوعة. وكشفت صور صادمة، عرضت، خلال اللقاء المذكور، نماذج لخطورة المضاعفات الصحية، التي تتعرض لها النساء، ظهرن فيها بتشوهات متنوعة، أكثرها كان مثيرا للخوف والتقزز. وقال فهد بنسليمان، أحد أعضاء الجمعية المغربية للجراحة التقويمية والتجميلية، إن بعض النساء ضحايا العمليات التجميلية الخاطئة رفعن دعوات أمام المحاكم المغربية، وبعضهن اكتفين بالبحث عن أطباء آخرين ل"إصلاح" ما أفسدته عمليات سابقة، آخرها كانت لامرأة تعمل في سلك القضاء، كانت ضحية لمثل هذه العمليات، ترددت في رفع دعوى قضائية، درءا لحرجها أمام زملائها، لتنتهي باتخاذ قرار مقاضاة طبيبها، من أجل جبر الضرر. وتحدث بنسليمان عن وجود مصحات يدعي الأطباء داخلها أنهم أخصائيون في الجراحة التجميلية والتقويمية، يجرون بين أسوارها أكثر من عملية في يوم واحد، قد يصل عددها إلى 4 عمليات دفعة واحدة، ما ينتفي معه التركيز والدقة. وأضاف الأخصائي ذاته أن "بعض الأطباء الدخلاء يستعملون قطعا تعويضية رخيصة الثمن، وذات جودة ضعيفة ولها تأثيرات جانبية، كثير منها ذو أصل أسيوي، وصيني، بالتحديد"، مشيرا إلى "وجود أطباء يوزعون على مرضاهم بطاقات زيارة، ويضعون لوائح على عياداتهم أو مصحاتهم، يشهرون من خلالها ذواتهم على أساس أنهم اختصاصيون في الجراحة التقويمية والتجميلية، بينما لا يتوفرون على أي كفاءة أو تجربة أو اختصاص، لمزاولة ذلك. وقال بنسليمان ل"المغربية" إن عمليات التجميل المتعلقة بشفط الذهون والتشبيب تأتي على رأس قائمة أنواع العمليات التجميلية، التي يقبل عليها المغاربة. ويفيد أطباء آخرون أنه يلي ذلك الإقبال على عمليات شد البطن، وتقويم الأنف، ونقص حجم الثدي، وشد الوجه، إلا أن هناك عمليات تجميلية جديدة، أضحى المغاربة يقبلون عليها، هي "البوتوكس"، وزراعة الشعر، وملء الوجه.