دخلاء على المهنة وأدوات آسيوية وراء وفيات المغربيات بحثاً عن الجمال تثير الوفيات أثناء عمليات تجميل ردود فعل قوية في الأوساط الطبية والإعلامية وتقول الجمعية المغربية لجراحة التجميل والتقويم مما وصفتهم ب "دخلاء" على المهنة كانوا وراء حدوث وفيات لنساء في قاعات العمليات أو تسببوا في تعرض بعضهن لتشوهات خلقية. وتثير عمليات التجميل والتقويم الكثير من ردود الفعل منذ مدة في المغرب بعد حدوث حالات وفيات لنساء داخل قاعات التجميل، كان آخرها وفاة شابة مغربية قبل فترة قصيرة خضعت لعملية جراحية في إحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء. ولم تكن هذه الحالة هي الأولى من نوعها إذ سبق أن تعرضت فتيات ونساء إلى حوادث مماثلة، إذ خرجن مباشرة من قاعة التجميل إلى القبر بعد أن كن يطمعن في بدء حياة جديدة ب "صورة" أجمل أو أكثر إثارة. وأشارت الصحف المحلية إلى العديد من هذه الحالات التي أثارت تعاطفا كبيرا من طرف الرأي العام الوطني، الى ضرورة فتح تحقيقات معمقة حول العيادات التي تجري هذه العمليات التجميلية، خاصة وأن أغلب هذه العمليات تتم بشكل سري. وكان من بين أشهر الحالات التي أثارت تعاطف الشارع المغربي حالة الشابة وفاء العسلي التي كانت تشتغل رفقة والدها بشركة للنقل الوطني والدولي. وأرادت الفتاة، في العشرينيات من عمرها، أن تجري عملية تقويمية بسيطة على الأنف لم تكن لتستغرق أكثر من ساعة إلا أنها خرجت جثة هامدة من قاعة العمليات بسبب ما وصفه التقرير الطبي بحدوث مضاعفات صحية بعد خضوعها للتخدير. وخلال ندوة نظمها أخيرا بالدارالبيضاء مختصون في الميدان، كشف متدخلون عن معطيات صادمة حول حالات خطيرة تعرضت لها نساء خضعن لعمليات تجميل أو تقويم من طرف "أطباء" وصفوا ب "غير المختصين في الجراحة التقويمية والتجميلية". وأوضحت بعض هذه التدخلات أن نساء تعرضن ل "تشوهات" من مختلف الدرجات، مشيرة إلى أن بعضهن فقدن البصر أو الأنف، إضافة إلى تشوهات أخرى أغلبها تقع في الوجه والبطن ومنطقة الصدر، تصاحبها ندوب متنوعة. وكشفت يومية "الصحراء المغربية" أن نساء يشغلن مناصب مرموقة كن ضحايا لتشوهات من هذا القبيل لكنهن فضلن اللجوء إلى "عمليات إصلاح" لدى أطباء آخرين متخصصين عوض اللجوء إلى القضاء مخافة تعرض سمعتهن إلى "التشويه" بعدما تعرضت أجزاء من أجسادهن إلى "تشوهات". وقالت اليومية إن قاضية قررت مؤخرا رفع دعوى قضائية بإحدى مصحات التجميل تطالبها بجبر الضرر ودفع تعويضات مزجية بعد فشل عملية التقويم التي خضعت لها وتعرضها مقابل ذلك لتشوه جسماني. وكشف المصدر ذاته، استنادا إلى أخصائيين في المجال، أن "بعض الأطباء الدخلاء يستعملون قطعا تعويضية رخيصة الثمن وذات جودة ضعيفة ولها تأثيرات جانبية، كثير منها ذو أصل آسيوي، وصيني، بالتحديد". وأثارت ردود الفعل القوية من طرف الإعلام والشارع المغربي بعد هذه الحوادث حفيظة أعضاء "الجمعية المغربية لجراحة التجميل والتقويم" فراسلت الهيئة الوطنية للأطباء في المغرب لتطالبها باتخاذ تدابير لوقف تكرار مثل هذه "الأخطاء". وذهبت الجمعية إلى حد المطالبة بفتح تحقيق في حالات الوفيات والتشوهات التي وقعت مؤكدة أن الذين كانوا وراءها "دخلاء" أو "متطفلون" على المهنة. ومن جهته طالب رئيس الهيئة الوطنية للأطباء في المغرب بضرورة الإبلاغ عن حالات التجاوزات التي ترتكب في بعض المصحات دون مراعاة للقانون وللمعايير الطبية الموصى بها في هذا الإطار. ويشير أطباء متخصصون إلى أن عمليات التجميل المتعلقة بشفط الدهون والتشبيب تأتي على رأس قائمة أنواع العمليات التجميلية التي يقبل عليها المغاربة، ثم تأتي بعدها عمليات شد البطن، وتقويم الأنف، ونقص حجم الثدي، وشد الوجه. وتكلف عمليات التجميل والتقويم، بحسب المصدر ذاته، ما بين 1000 إلى أكثر من 30000 درهم، وذلك بحسب نوع العملية المطلوبة.