يتوسع مجال السياحة بالمغرب، ويغتني بتعابير جديدة، وهي في الحقيقة خدمات سياحية مبتكرة تندرج في صلب انشغالات المغرب بتحقيق رؤية 2010 لجلب عشرة ملايين سائح فبالإضافة إلى السياحة الجبلية أو القروية أو غيرها من أصناف السياحة، يتكلم البعض عن السياحة الطبية أو العلاجية الاستشفائية بالمغرب والبركة في أنامل جراحينا الموهوبين الذين طبقت شهرتهم الآفاق، وجعلوا سمعة المغرب الطبية تضاهي، بل تنافس سمعة أعرق الدول في مجال جراحة التجميل ويحقق السائح القادم للمغرب قصد إجراء عملية تجميلية هدفين: الإفادة والمتعة فهو يستفيد من خدمات الطبيب الجراح لتغيير مظهر الجزء الذي لا يعجبه في جسده، ويستمتع بشمس وجمال المغرب وأشارت صحيفة جهوية فرنسية، مؤخرا، إلى التجربة الغنية لجراحة التجميل في المغرب، وخاصة بمصحات الدارالبيضاء في انتظار تشييد مصحات خاصة بالجراحة التجميلية ويقبل بعض السياح الأجانب على تغيير مظهرهم الخارجي بالمغرب. وقدمت الصحيفة نماذج نساء قصدن المغرب لهذا الغرض، من ضمنها حالة الفرنسية "فيرونيك" (54 سنة) التي أتت للمغرب لإجراء عملية شدّ الوجه، بعدما أعياها النظر إلى وجهها المجعّد في المرآة وبالطبع، اختارت هذه المرأة، الباحثة عن إصلاح ما أفسده الدهر، مصحات الدارالبيضاء، لأن أثمنتها أقل بكثير من عيادات التجميل في باريس وهي تقول: "زرت العديد من جراحي التجميل في باريس، وطلب مني بعضهم 18 ألف أورو من أجل عملية شد الوجه وإزالة التجاعيد من تحت العينين، لكن في النهاية، أوصاني صديق بالاتصال بطبيب جراح في المغرب لإجراء عملية بمبلغ 7800 أورو وبهذا ادخرت هذه الباحثة عن الشباب الدائم 10200 أورو، وبالطبع، سيدفع هذا الفرق أي مقبل على إعادة رسم تضاريس جسده بشكل يرضاه إلى قبول العرض المغربي الرخيص الثمن، لكنه لا يقل جودة عن كبار جراحي التجميل في العالم، بالإضافة إلى الاستمتاع بطبيعة المغرب الجميلة! ويقلّ ثمن العملية الجراحية والإقامة في فندق خمسة نجوم في الدارالبيضاء مرتين أو 3 مرات عن العملية التجميلية في مصحة باريسية وعقدت الصحيفة مقارنة بين وجهة المغرب وتونس، بحكم تنافسهما الحاد والدائم لاستقطاب السياح، فوجدت اختلافا كبيرا بينهما. ففي المغرب، يربط الطبيب الجراح العلاقة مباشرة مع زبونه دون اللجوء إلى خدمات وكالات الأسفار الحاضرة في العلاقة بينهما في تونس، ولا يحتاج الجراحون المغاربة لوسطاء لأن شهرة وسائط الاتصال تعفيهم من ذلك وتعج شبكة الأنترنت بمواقع إلكترونية لأطباء جراحين مغاربة في مجال جراحة التجميل تعلن عن منافع خدماتهم ومزاياها وأوردت الصحيفة حالة أخرى، هي حالة السويسرية ماريانا (26 سنة) التي حكت عن تجربتها قائلة ناقشت هاتفيا موضوعي مع جراح التجميل المغربي عدة مرات، وقمت بعدة فحوصات، وأرسلت له صوري للإطلاع عليها، وتحديد موعد لإجراء العملية وكانت هذه الشابة ترغب في تكبير ثدييها، لأنها غير راضية عن حجمهما، وكانت تحلم منذ مرحلة مراهقتها بإجراء عملية جراحية للتخلص من عقدتها، لكن الأمر بقي لديها مجرد تمني وعندما شجّعتها إحدى صديقاتها التي مرّت من بين مبضع طبيب جراح تجميل مغربي، حسمت في أمر اتخاذ قرارها وما جعلها تتراجع عن ترددها، هو أن صديقتها تخلصت من الانتفاخ على مستوى بطنها، واختفت التجاعيد من وجهها، إلى درجة أنها لم تتعرف عليها بسهولة! وبعد أسبوعين من ربط الاتصال بالمصحة، انتقلت الشابة السويسرية إلى الدارالبيضاء، وكان أول لقاء لها مع طبيبها الجراح في اليوم الموالي لوصولها إلى المغرب وترددت كثيرا قبل الحسم في اختيار حجم الثدي الذي ترغب فيه، لكنها قالت ساخرة لا أطمع في ثدي مثل الممثلة الأمريكية الشهيرة باميلا أندرسون وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن مدينة الدارالبيضاء تعرف بناء عدة مصحات متخصصة في جراحة التجميل بسبب إقبال الأجانب الكثيف عليها ويفد زبناء من مختلف الجنسيات الأوربية لاسيما من إنجلترا وفرنسا وبلجيكا وسويسرا وإسبانيا، على مصحات التجميل بالمغرب، لأنها تقدم خدماتها بأسعار مشجعة، تقلّ كثيرا عن أتعاب جراحي التجميل الأوربيين وتساءلت الصحيفةهل نعيش مرحلة انتقال عمليات التجميل من عواصم كبريات الدول الغربية إلى عواصم بعض دول العالم الثالث على غرار ما يعرفه انتقال بعض الصناعات والخدمات من الدول الغربية إلى دول العالم الثالث بسبب رخص اليد العاملة وتكاليف الإنتاج؟ والظاهر أن هذا الاتجاه الجديد نحو توزيع تخصصات جراحة التجميل على خريطة العالم بدأت تبرز بالتدريج، فكوبا أصبحت متخصصة في جراحة العيون، وجنوب إفريقيا والهند في عمليات زرع القلب، وبولونيا في التخصيب الاصطناعي ""