دعا المشاركون، اليوم الجمعة بالرباط، في ندوة حول موضوع "السياحة المغربية بين الواقع ومتطلبات المستقبل"، إلى تطوير السياحة الداخلية بمختلف أصنافها، سواء السياحة الجبلية أو الشاطئية أو الصحراوية أو القروية. وأكد المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها النقابة الوطنية للسياحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، على ضرورة إيلاء أهمية كبرى للسياحة الداخلية بالنظر إلى عدم خضوعها للتقلبات الدولية ولانعكاساتها الإيجابية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سواء الجهوية أو الوطنية. وأبرزوا الاقبال المتزايد للمواطن المغربي على هذه الأصناف من السياحة الداخلية، داعين إلى "دمقرطة السياحة"، وتشجيع سياحة "الطبقات المتوسطة والفقيرة"، وكذا السياحة "الجمعوية أو التضامنية". وشددوا على ضرورة توفير البنيات التحتية للنهوض بالسياحة الداخلية، ولاسيما إقامة وحدات فندقية جديدة، وتعبيد المسالك الطرقية المؤدية إلى العالم القروي للنهوض بالسياحة الجبلية والقروية، مستحضرين الصلة الوثيقة بين السياحة الداخلية وتطوير منتوجات الصناعة التقليدية. من جهة أخرى، توقف المشاركون عند بعض الاختلالات التي يعرفها قطاع السياحة بالمغرب، لاسيما ما يتعلق بتحقيق رؤية 2010 الرامية إلى جلب 10 ملايين سائح وخلق 600 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر. وبخصوص السياحة البيئية، أكد المشاركون على العلاقة الجدلية بين السياحة وحماية البيئة، مشددين على ضرورة التصدي لاشكالات التلوث، وبقايا النفايات التي تخلفها العربات السياحية ببعض المحطات السياحية، لاسيما الشاطئية منها. كما دعوا إلى تخفيف الضغط على بعض المدن التي تشهد إقبالا سياحيا كثيفا، وتتعرض جراء ذلك لاستنزاف ثرواتها المائية، وذلك من خلال إنعاش وجهات سياحية أخرى والتسريع في بناء محطات سياحية جديدة تحترم البعد البيئي في تصميمها وخدماتها.