اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلية بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في ساعة مبكرة من فجر الخميس قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامية في المدينة "محمد أيوب سدر" (26) عاما. وأكد شهود عيان ل"التجديد" أنهم شاهدوا عددا كبيرا من الجيبات العسكرية تحيط بمحلات تجارية تستخدم كسكن في حي الشعابه في الجزء الشمال من مدينة الخليل. وقال بسام الدويك إنه رأى جنود الاحتلال يتحصنون في سيارات الجيب وناقلات الجند يطلقون النار تجاه منزل، ثم قامت جرافة عسكرية بهدم هذه المحلات التي تم إحراقها بصواريخ مضادة للدبابات. وأضاف أن قوات الاحتلال قامت بتجريف المنزل بعد حرقه بالكامل بحثا عن جثة الشهيد. وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بعد منتصف الليل إلى حي الشعابة وحاصرت المنزل الذي كان يتواجد فيه سدر ثم قامت بإحراقه وهدمه. وذكر موطنون من سكان حي الشعابه أن المنزل العائد لمواطن من عائلة المحتسب احترق بالكامل. موضحين أن قوات الاحتلال أمرت سدر عبر مكبرات الصوت بالاستسلام إلا أنه رفض فبادرت إلى إطلاق النار والصواريخ المضادة للدروع تجاهه ثم بدأت جرافة عسكرية بالبحث عن جثته تحت الركام. وأضافوا أن قوات الاحتلال منعت الصحفيين ومصوري وكالات الأنباء من الوصول إلى مكان العملية التي تسببت في انقطاع خطوط الهاتف. وأكدوا أن إطلاق النار استمر لأكثر من ست ساعات تجاه المنزل. ورافق عملية الاغتيال انتشار مكثف لقوات الاحتلال في أحياء مختلفة من الخليل، وفرض حظر التجول المشدد على البلدة القديمة منها. أبرز المطلوبين ويعتبر سدر واحد من أبرز القيادات العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة يوم 10/12/2001م في مدينة الخليل مما أدى إلى استشهاد طفلين عندما استهدفت مروحيات إسرائيلية بالصواريخ سيارة في وسط الخليل كان على متنها . كما هدمت قوات الاحتلال منزله في 16/11/2002. وتتهم قوات الاحتلال سدر بالوقوف وراء تنفيذ وتخطيط عدد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال أبرزها عملية الحرم الإبراهيمي الشريف بتاريخ 15/11/2002، والتي أسفرت في حينه عن مصرع 12 عسكريا ومستوطنا من بينهم قائد منطقة الخليل "درور فاينبرغ". كما تتهمه قوات الاحتلال بتجنيد عدد من الاستشهاديين, وتدريب أفراد من الجهاد على استخدام الأسلحة النارية, بالإضافة إلى شراء أسلحة وذخائر, والقيام بعدد من العمليات المسلحة ضد الجنود والمستوطنين. وهددت حركة الجهاد الإسلامي بالرد الموجع على اغتيال قائدها. وقال الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "إن استشهاد المجاهد البطل محمد أيوب سدر رسالة جديدة من الكيان الصهيوني تؤكد رفضه لكل محاولات التهدئة". وأضاف في تصريح ل"التجديد" أن إسرائيل بهذه العملية تضرب بعرض الحائط بكل محاولات التهدئة في المنطقة وتواصل عمليات الاغتيال والاغتيال، وهي لا تريد بحال أية تهدئة أو السعي في أية محاولات سلمية. لكن الهندي أوضح التزام الفصائل بالهدنة التي أعلنتها قبل نحو ستة أسابيع، مؤكدا على حق الفصائل في الرد على الخروقات الإسرائيلية في أي مكان وزمان تراه مناسبا. من جهتها هددت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالرد "الموجع على الجريمة الصهيونية التي اغتيل فيها القائد المجاهد محمد سدر بمدينة الخليل". وأضافت في بيان صادر عنها أن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدعومة بطائرات هليوكبتر حاصرت إحدى البنايات وطلبت من السكان إخلائه فيما رد عليهم المجاهد محمد سدر بإطلاق النار رافضا الاستسلام". وقالت"إن الرد على جريمة الاغتيال سيكون مزلزلا وسريعا وفي عمق الكيان الصهيوني. الخليل-عوض الرجوب