انهارت الأحد بمدينة فاس، عمارة سكنية تتكون من أربعة طوابق، وذلك بمنطقة عين النقبي بمقاطعة جنان الورد بفاس دون أن يخلف الانهيار ضحايا في الأرواح، وكانت 10 عائلات تقطن بالعمارة، وغادرتها قبل الانهيار التام بساعات فقط، بعدما ظهرت تصدعات وشقوق كبير بالجدران، وتحدثت ساكنة العمارة عن أن الأمطار التي تهاطلت خلال اليومين الأخيرين بالمدينة، من بين الأسباب التي أدت إلى انهيار هذه العمارة السكنية. واستغرق إنقاذ شخص من تحت الأنقاض، 9 ساعات، وتمكنت مصالح الوقاية المدنية من إنقاذه حوالي الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم أمس الإثنين، ونقل إلى قسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني الجامعي وهو في حالة إغماء. وفور وقوع الحادث، أقدمت السلطات المحلية على تأمين محيط العمارة المنهارة، وإفراغ المنازل المجاورة من ساكنتها، في انتظار إجراء خبرة هندسية بخصوصها، وباشرت مصالح الوقاية المدنية ليلا عمليات إزالة الأتربة والأنقاض بمكان الحادث. ودق سعيد بنحميدة، نائب عمدة مدينة فاس، ناقوس الخطر، وقال في تصريح لجريدة "التجديد"، "هناك من يستثمر في أرواح المواطينين من خلال البناء العشوائي الذي تشهده عدد من مناطق بالمدينة"، ودعا بنحميدة إلى تظافر جهود السلطات المحلية والمجالس المنتخبة لوقف "الظاهرة"، وقال، "المسؤولية يتحملها الجميع طبعا، وهناك مسطرة نتمنى تسريعها لوقف النزيف". وشدد على وجود "إرث ثقيل من المباني العشوائية التي تتحول مع مرور الزمن إلى مباني آيلة للسقوط تهدد سلامة المواطنين"، وقال المتحدث أيضا، "اليوم لازال هناك بناء عشوائي بالمدينة، عمارات من ستة طوابق تبنى عشوائيا، وغض الطرف عن السكن العشوائي الآن، يعني المزيد من المباني المهددة بالانهيار بعد عشر سنوات وأكثر، وللأسف لازال هناك من يبيع ويشتري، ويستثمر في أرواح المواطنين، ولا حل إلا بتظافر الجهود والتعاون، لأن الملف معقد جدا"، مضيفا إنه "يظهر فعلا أن هناك رغبة للأطراف المعنية في التعاون في هذا المجال". وحسب معطيات إحصائية حصلت عليها "التجديد"، أعدها قسم التعمير والبيئة بولاية الجهة، يوجد حوالي 2000 عمارة من خمسة طوابق في المنطقة الشمالية للمدينة، وتشمل أحياء بن دباب وظهر الخميس والحي الحسني والمرنيين، مصنفة من الدرجة الأولى من حيث احتمال الانهيار، كما توجد حوالي 4000 عمارة مصنفة من الدرجة الثانية والثالثة من حيث الخطورة، بالإضافة إلى أزيد من 3660 بناية مهددة بالانهيار في المدينة العتيقة فقط.