خرج سكان عمارة سكنية «عشوائية» في «كاريان الحجوي» الشعبي في منطقة المرينيين في مدينة فاس، صباح أمس الاثنين، إلى الشارع للاحتجاج، بعدما تعرضت عمارتهم ليلا لتشقق قالوا إنه يهددها بالانهيار في كل لحظة. وربطت المصادر بين تشقق العمارة العشوائية وبين انهيار جزء من سفح جبل شيدت عليه البناية، فيما أورد مصدر من السلطة المحلية أن السلطات أبلغت المعنيين بضرورة إفراغ هذه البناية منذ سنة 2010 نظرا إلى كونها مُصنَّفة ضمن البنايات المهددة بالانهيار في هذا الحي العشوائي، الذي يعود بناء جزء كبير منه إلى ثمانينيات القرن الماضي، وما عرفه من هجرة شبه جماعية من القرى المجاورة للمدينة، بسبب أزمات متتالية للجفاف، وإلى «تراخي» السلطات، حينها، مع هذا النوع من الأحياء، التي تحولت إلى «أحزمة بؤس» تحيط بعدد من المدن الكبرى، والتي حولها بعض «أعيان» الانتخابات إلى «قلاع» لحصد الأصوات والهيمنة على المجالس المحلية والوصول إلى قبة البرلمان. وكان الحي نفسه قد شهد، في أكتوبر من سنة 2010، وفاة 4 مواطنين وإصابة 6 آخرين، جراء انهيار عمارتين عشوائيتين. وعادة، ما تجد السلطات صعوبات بالغة في التدخل من أجل إنقاذ الضحايا في هذه الأحياء، بسبب صعوبة وصول تجهيزات الوقاية المدنية إليها، ما يدفع إلى الاستعانة بآليات «تقليدية» لإزالة الأتربة، وإخراج المصابين من تحت الأنقاض. وتزيد الأمطار من حدة التشققات، التي تعانيها العمارات العشوائية في هذه الأحياء الشعبية، التي شُيِّدت مبانيها بدون معايير هندسية معتمَدة، بمواد غالبا ما تكون مغشوشة وناقصة الجودة.