أدت التساقطات المطرية التي عرفتها جهة فاس إلى انهيار عمارتين عشوائيتين في أحد «الكاريانات» المحيطة بمركز المدينة صباح أمس الثلاثاء. وخلف الحادث، إلى حدود كتابة المقال، أربعة ضحايا انتشلت جثثهم تحت الأنقاض، أحدها لرجل مسن يبلغ من العمر 62 سنة، و جثتان أخريان لطفلتين يبلغ عمر إحداهما ست سنوات، بينما الثانية لا يتجاوز عمرها السنتين، إلى جانب جثة شاب في العشرين من العمر. ونقل ما يقرب من ستة مصابين إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات، بعضهم إصابته حرجة، فيما يواصل المواطنون ب«كاريان الحجوي» بمنطقة المرينيين مجهوداتهم لإزالة أنقاض العمارتين للوصول إلى الضحايا، الذين يرجح أن تكون البنايتان انهارتا عليهم وهم نيام. وقال أحد المواطنين إن كارثة إنسانية كانت ستقع أثناء الانهيار لو لم يسارع عدد كبير من العائلات التي تحتضنها العمارتان للفرار بمجرد سماعها صوت التشققات. وخلف الحادث استنفار رجال الأمن والقوات المساعدة. وتدخل رجال الوقاية المدنية بوسائل تقليدية لمساعدة المواطنين لإزالة الأتربة، مما ساهم في تأخر عملية الوصول إلى الضحايا. وقام والي الجهة، محمد غرابي، بزيارة خاطفة للمنطقة التي تعرف بكثافتها السكانية الكبيرة، ورابط والي ولاية الأمن، محمد عروس، بالقرب من الحادث، وطلب من رجاله التدخل لمساعدة المواطنين في إزالة الأنقاض. ولم يحضر عمدة فاس. كما سجل غياب جل المنتخبين المحليين لمتابعة الحادث والاطمئنان على المواطنين. وكانت العمارتان اللتان يعود بناؤهما إلى الثمانينيات من القرن الماضي قد تعرضتا لعدة تشققات، قبل أن تزيد الأمطار من تردي وضعهما، مما أدى إلى انهيارهما. ويضم هذا «الكاريان»، الذي نبت بشكل عشوائي بتواطؤ بين المنتخبين ورجال السلطة وأعوانهم وبين محترفي البناء العشوائي، عددا كبيرا من العمارات العشوائية التي بنيت في غياب أي معايير عمرانية، أغلبها مهدد بالانهيار دون أن تبالي السلطات بوضعها وبالكوارث الإنسانية التي يمكن أن تخلفها.