أفادت حصيلة مؤقتة لانهيار منزلين صباح أمس الثلاثاء في أحد الأحياء السكنية العشوائية، والمسمى بكاريان الحجوي ببندباب بفاس أن تسعة أشخاص لقوا مصرعهم تحت الأنقاض، وأن العدد مرشح للارتفاع، خاصة وأن البنايتين المنهارتين كانتا تضمان مجموعة من الأسر، وأن إحداهما يقطنها أشخاص يكترون غرفا منفصلة حيث يرجح أن يكون العدد الإجمالي للمتواجدين في العمارتين، لحظة الانهيار، 26 شخصا وهو ماينبئ بكون الحصيلة النهائية للقتلى قد تكون مرتفعة، خاصة إذا أضفنا عدد المارين تحت البنايتين لحظة الانهيار. عمليات البحث عن الجثث تحت الأنقاض، والتي مازالت مستمرة إلى غاية كتابة هذه السطور، عرقلتها التساقطات المطرية التي تشهدها المدينة من جهة وضيق الأزقة المؤدية إلى مكان الحادث من جهة ثانية، حيث وجدت سيارات الإسعاف والوقاية المدنية صعوبة كبيرة في ولوج المكان خاصة مع التواجد المكثف للسكان في الشوارع ، وانتشار الباعة المتجولين وسط الأحياء قبل أن تحل السلطات المحلية وتباشر عملية إخلاء الممرات في وجه الإسعاف. فحوالي الساعة7 و55 دقيقة وبينما ساكنة حي كريان الحجوي ببندباب الزنقة رقم 1 المنزل رقم 62 يستعدون للذهاب للعمل ومرافقة أبنائهم لمدارسهم، انهار منزل وجر معه المنزل المجاور له. وهما عبارة عن منزلين مكونين من ثلاثة طوابق تم تشييدهما سنة 1970 وأصبحت عبارة عن سكن متعدد، حيث العمارة الاولى يفوق عدد سكانها 26 فردا أي 5 أسر، في حين العمارة الثانية يسكنها 5 أسر. الانهيار الذي فاجأ الجميع حول المكان إلى خراب، حيث هرب سكان الدور المجاورة من منازلهم خشية انهيارات متتالية لمنازلهم قبل أن يهب السكان إلى عين المكان، في محاولة منهم لإزالة الأنقاض وإنقاذ الجرحى قبل وصول سيارات الإسعاف. محمد بورزوز يبلغ من العمر 42 سنة صاحب أحد المساكن المنهارة، صرح لنا أنه أب لثلاث بنات توفيت إحداهن خلود (سنة ونصف) في الوقت الذي تم نقل والدتها حفيظة( 32 سنة) وهالة ( 3 سنوات ونصف) الى المستشفى رفقة 4 حالات أخرى، إصاباتها متفاوتة الخطورة. وقد نجا هو وابنته لكونه كان قد رافقها إلى المدرسة دقائق قبل الانهيار. المصالح الجماعية لمنطقة ازواغة أفادت ان هناك قرارا بالافراغ ، صدر في حق هذه المنازل منذ عشر سنوات إلا أن هناك من استجاب لهذه القرارات، والاغلبية رفضت لكونها لاتتوفر على سكن. صاحب العمارة المنهارة محمد بورزوز تفاجأ بكون الجهات المسؤولة فاجأته بقرار الافراغ مؤرخ بتاريخ 2000/9/18 الذي لا علم له به ولم يسبق أن أخبره أحد به.