عادت حالة الرعب والهلع لتسيطر من جديد على ساكنة العاصمة العلمية بعد انهيار مسجد لم يمر على بنائه إلا حوالي 13 سنة في أحد الأحياء الشعبية، صباح يوم أمس الخميس، وخلف الحادث، في حصيلته الأولية، ثلاث ضحايا تم انتشال رفاتهم من تحت الأنقاض، وإصابة شخصين آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة. فيما الحصيلة النهائية للضحايا مرشحة للارتفاع أمام تواصل عمليات انتشال حوالي 13 عاملا من تحت الأنقاض بوسائل تقليدية، وسط غضب ساكنة حي الأمل باب السيفر، وهو الحي الشعبي المعروف في المنطقة بحي ال45، ما اضطر المستشارين الاستقلاليين إلى الانسحاب ب»هدوء» من المكان. كما وجهت انتقادات غاضبة إلى القناة الثانية التي انتقلت إلى مكان الحادث لتصوير ربورتاج حول الحادث، ومنعت من قبل بعض المحتجين من التصوير. وواكب بعض نشطاء حركة 20 فبراير الحادث، وتم تصوير مشاهد من عمليات إزالة الأنقاض. وردد المحتجون، وهم يواصلون انتشال الضحايا، شعارات مناوئة للمستشارين الجماعيين الذين حلوا بالحي ل«مواساة» الساكنة جراء انهيار مسجد أبي بكر الصديق والذي جرى إغلاقه في إطار سلسلة الإغلاقات التي همت عددا من المساجد المهددة بالانهيار بعد انهيار صومعة مسجد باب بردعاين بمكناس منذ حوالي سنتين. وبالرغم من قرار إغلاقه، فإن المواطنين صلوا فيه في شهر رمضان، واضطرهم الإغلاق، بعد ذلك، إلى اتخاذ حديقته كمسجد مفتوح. وبدأت السلطات عملية ترميمه منذ حوالي شهرين، لكن التساقطات المطرية الرعدية التي شهدتها المدينة في الليلتين الماضيتين، أفضت إلى انهياره. وقالت مصادر من الساكنة إن المشرفين على عمليات الترميم استخدموا آلات كبيرة، في الأيام الأخيرة، في العملية، ما زاد من تشققات جدران المسجد. فيما فضل مصدر مسؤول بولاية جهة فاس عدم إعطاء أي توضيحات حول الموضوع، في انتظار استكمال تجميع المعطيات حول حادث الانهيار، موردا أن والي الجهة انتقل إلى عين المكان للوقوف على الحادث. وكانت منطقة المرينيين الشعبية بالمدينة والتي يوجد فيها مسجد أبي بكر الصديق قد عاشت، في أكتوبر من السنة الماضية، انهيار عمارتين عشوائيتين، وخلف هذا الانهيار حوالي 4 قتلى وستة جرحى. وخرج بعد الحادث عدد من سكان هذا الحي للاحتجاج والمطالبة بإنقاذهم من الانهيار الذي يهدد العمارات العشوائية التي يقطنون بها.