أخرجت الانهيارات التي عاشها حي «جنان العراقي» في مقاطعة «جنان الورد» الشعبية في مدينة فاس، العشرات من المواطنين إلى الشارع، زوال يوم أول أمس الاثنين، للاحتجاج ومطالبة السلطات بالتدخل لإعادة إسكانها وإنقاذها من خطر الانهيارات التي تحدق بعدد من العمارات العشوائية المُهدَّدة. وكان مصدر مسؤول في ولاية جهة فاس قد قال ل»المساء» إنّ السلطات المحلية بدأت في اتخاذ ترتيبات لإعادة إسكان المواطنين الذين أصبحوا بدون مأوى جراء الانهيارات الأخيرة في تجزئة سكنية في هذه المقاطعة، فيما يتحدّث المواطنون المحتجّون عن عدم اتخاذ أي مبادرة مستعجلة لإعادة إسكانهم، ما دفعهم إلى الخروج إلى الشارع العامّ لإسماع صوتهم. وعاشت عدد من الأحياء الشعبية، في الأسابيع الأخيرة، على وقع انهيارات بنايات تم تشييدها في العقود الماضية لكنْ بدون اعتماد أي معايير للمراقبة والجودة.. وشهدت مقاطعة «جنان الورد» انهيار عمارة حديثة البناء. وخلّف آخر انهيار هزّ المقاطعة، منذ حوالي 5 أيام، إصابة 4 أشخاص بجروح طفيفة. ولم تتمكن عناصر الوقاية المدنية من إنقاذ سيدة في عقدها الرابع ظلت تحت الأنقاض لعدة ساعات.. وتجد عناصر الوقاية المدنية صعوبات في التدخل لإزالة أكوام أتربة العمارات المنهارة للوصول إلى الضحايا، بسبب ضيق الأزقة وعشوائية البناء، ما يدفعها عادة إلى الاستعانة، رفقة متطوعين، بوسائل تقليدية. وتسبب انهيار بناية حي «جنان العراقي» في إحداث انهيارات جزئية في عدد من المباني المجاورة. وقال مصدر مسؤول إنه كان من المقرر مباشَرة عملية هدم بناية مجاورة مُهدَّدة بالانهيار، لكن تعرّض السكان على قرار الإفراغ حال دون ذلك. وعادة ما يرفض قاطنو المباني المهددة بالانهيار تنفيذ قرارات الإفراغ التي يتوصلون بها من قِبَل السلطات، ويطالبون بإعادة الإسكان، قبل اتخاذ أي قرار بالإفراغ، فيما تعمد السلطات المحلية إلى إحالة الملفات على المحكمة ذات الاختصاص.