ما زال مسلسل انهيار العمارات في الأحياء الشعبية لمدينة فاس متواصلا.. فبعد مرور حوالي شهر فقط على انهيار عمارتين عشوائتين في أحياء متفرقة في المدينة، استفاقت ساكنة حي «جنان العراقي» في مقاطعة «جنان الورد»، في وقت مبكر من صباح يوم أمس الجمعة، على وقع كارثة تحَوُّل عمارة مكونة من أربعة طوابق كانت آهلة بالسكان إلى «أنقاض».. وقد خلّف الحادث إصابة ثلاثة أىشخاص نُقلوا إلى قسم المستعجلات في المستشفى الجامعي الحسن الثاني، في حين وجدت عناصر الوقاية المدنية، ومعها متطوعون من أبناء المنطقة، صُعوبات بالغة في الوصول إلى امرأة في عقدها الرابع ظلت «تئنّ» تحت الأنقاض.. وخلف حادث الانهيار حالة من الرّعب في أوساط الساكنة. وقد تطوع شبّان المنطقة لمساعدة رجال الوقاية المدنية، الذين استعانوا بوسائل «بدائية» لدخول أزقة ودروب هذا الحي الشعبي، ذي الأزقة الضيّقة، لإزالة أكوام الأنقاض والوصول إلى الضحايا. وقالت مصادر إنّ انهيار العمارة العشوائية يرجع إلى الغشّ في البناء وعدم اعتماد أي معايير للمراقبة أثناء تشييدها. وأضافت أن عددا من القاطنين تمكنوا من مغادرة العمارة بعدما أحسّوا بالخطر القادم. وأورد السكان أن عمارات أخرى في المنطقة يهدّدها المصير نفسُه. وشهدت مدينة فاس في الشهر الماضي انهيار عمارة عشوائية في الحي الحسني، في مقاطعة «المرينيين»، وأخرى في مقاطعة «جنان الورد». ولم يخلف الانهياران أيَّ خسائر في الأرواح، بالنظر إلى كون قاطني هذه العمارتين قد إخلائها بعدما سمعودا دويّ التصدعات والتشققات، قبل أن تتحولا إلى ركام. وتبيَّن أنّ عقود التساهل مع البناء العشوائي في الأحياء الهامشية للمدينة، يعد من أكبر الأسباب التي تقف وراء هذه الوضعية الكارثية التي تعيشها عدد من البنايات في الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية الكبيرة في العاصمة العلمية.