واصل المنتدى الاقتصادي العالمي أعماله أمس على شاطئ البحر الميت في الأردن بمشاركة أكثر من 1200 شخصية من السياسيين ورجال الأعمال. وناقش المشاركون في أعمال المنتدى الأوضاع الاقتصادية في المشرق العربي والسعي إلى تطوير استراتيجية عربية واضحة لتنمية الاقتصاد ومحاربة الفقر، إلى جانب بحث الأوضاع السياسية في المنطقة وسبلِ إرساء الإصلاحات. ومن المتوقع أن يتم على هامش المنتدى توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين سنغافورة والأردن. وقال كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي، مصطفى نابلي، إن أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية مستقبلاً هي قضية توفير فرص العمل، مشيرا إلى ضرورة تطوير السياسات الاقتصادية لتحقيق التنمية المطلوبة. ونفى نابلي تقديم البنك الدولي وصفات للدول النامية ترمي لمساعدتها اقتصادياً، موضحاً أن البنك يعمل فقط على دعم الإصلاحات الاقتصادية التي تنتهجها تلك الدول. ومن جهته قال وزير التخطيط العراقي، مهدي الحافظ، إن اجتماع المانحين للعراق الذي تستضيفه قطر نهاية الشهر الحالي سيعمل على تفعيل تعهدات الدول المانحة في مؤتمر مدريد، مفيدا بأن العراق سيقدم في اجتماع الدوحة قائمة جديدة بالمشاريع التي تمس حياة الموطنين العراقيين. وبشأن مشاكل إعادة الإعمار، اعتبر الحافظ أنها تكمن في التعامل مع المؤسسات الدولية والمانحين، حيث يسعون لكي تكون هناك حكومة عراقية معترف بها دولياً بشكل كامل. وأوضح الحافظ أن بلاده تسعى للاستفادة من صندوق تنمية العراق، الذي تشرف عليه الأممالمتحدة بأقصى قدر ممكن بعد انتقال السلطة للعراقيين. رجال الأعمال المشاركون في المنتدى طالبوا بمزيد من الشراكات العالمية والإقليمية. وفي ما يتعلق بمدى نجاح القدرة التنافسية للاقتصاد العربي في مواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية، قال رئيس مجموعة أوراسكوم المصرية نجيب ساويرس إن عدداً من الشركات العربية استطاعت المنافسة عالمياً في مختلف القطاعات الاقتصادية، داعيا إلى ضرورة تشجيع القطاع الخاص العربي عبر سن قوانين تشجع الاقتصاد الحر. وسبق الافتتاح الرسمي للمنتدى عقد جلسات تناولت سبل تعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد العربي وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية وسبل مواجهة قضية البطالة إلى جانب إعادة إعمار العراق. وكان ملك الأردن عبد الله الثاني أكد خلال افتتاح أعمال المنتدى أن العرب متفقون على الحاجة للإصلاح، بشرط أن يكون نابعا من الداخل ويهتم بحل مشاكل المنطقة، داعيا للعمل على تحقيق العدالة والسلام في الشرق الأوسط، والإسهام بشكل نشط في عملية التحول السياسي في العراق. وادعى وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، من جهته في الجلسة الافتتاحية أن الرئيس جورج بوش ملتزم بقيام دولة فلسطينية، كما أشار إلى أنه من الضروري أن تبقى القوات الأمريكية في العراق لبعض الوقت. وشدد على ضرورة استصدار قرار جديد من مجلس الأمن بشأن العراق. وللإشارة فأشغال المنتدى تجري بمعزل عن أي احتجاجات، كما هو معروف في مثل هذه اللقاءات على الصعيد الدولي، بحيث تخرج جماهير حاشدة تندد بسياسات المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تستبيح كل القيم في سبيل تحقيق الربح.