أجمع المشاركون في منتدى المرأة العربية والمستقبل في دروته الثانية ببيروت على أهمية بلورة مشروع عربي يدعم حقوق النساء في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. وأكد المشاركون خلال هذا المنتدى الذي استغرق يومين واختتمت أشغاله أول أمس على أهمية هذا المشروع في رفع التحديات التي تواجه المرأة العربية بهدف الوصول إلى معالجة ايجابية لتحقيق نموذج جديد للمرأة في العالم العربي يوفر لها التعبير عن ذاتها والحصول على حقوقها كاملة حتى تصبح شريكا حقيقيا وسندا في نفس الآن. وتميزت أشغال هذا المنتدى الذي نظمته مجموعة الاقتصاد والأعمال ومجلة (الحسناء) اللبنانية بتعاون مع جامعة الدول العربية ومجموعة (إيم بي سي ) الإعلامية, بطرح عدد من القضايا المتعلقة بالمرأة على جميع المستويات بمشاركة سياسيين وإعلاميين وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني من22 بلدا عربيا وأجنبيا. وقد تناول المشاركون في جلسات النقاش مواضيع همت بالخصوص الدور الريادي للمرأة ومساهمتها في سوق العمل ومدى مواكبتها للتكنولوجيا الحديثة وفعاليتها في عالم السياسة مشددين على أهمية تعزيز دور المرأة في السياسة ودعم قدراتها التعليمية صونا للديمقراطية التي, اعتبر أغلبهم, أنها «»ليست حكم الأكثرية , بل هي التعاطي في الشأن العام مع القضايا الوطنية بشراكة بين المرأة والرجل»». وأثارت بعض المشاركات في المنتدى مسألة (الكوتا) النسائية في البرلمان حيث لوحظ أن مشاركة المرأة العربية في السياسة ليست على قدر مشاركتها في الميادين الثقافية والاقتصادية, وتمت الدعوة إلى ضرورة انخراطها أكثر في الحياة السياسية, حتى لا تظل مجرد «» صوت وورقة تساهم في فوز حزب على حساب آخر»». ويرى بعض المتدخلين أن نموذج المرأة العربية يظل «» نموذج المرأة الخائفة من الأب والزوج والأخ ورب العمل»» ملاحظين أن «»النموذج الموحد للمرأة العربية لا يمكن معرفته نظرا لاختلاف المجتمعات العربية في عدد من التفاصيل خاصة المتعلقة بالتقاليد والعادات»» مؤكدين أن أي توازن مجتمعي لا يمكن أن يتم إلا في ظل حركة تشاركية وسن سياسات التساوي بين الرجل والمرأة. وناقش المشاركون أيضا علاقة الرجل بالمرأة وطموحها والتحولات الأساسية في أدوار الجنسين وعلاقتهما ببعض ورؤية المرأة لنفسها ومدى التأثير السلبي أو الايجابي لجمالها على حياتها وطموحها. وقد شارك في أشغال المنتدى نساء فاعلات في مجالات السياسة والإعلام والاقتصاد والثقافة خاصة من فلسطين والسعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا ولبنان البلد المضيف.