قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري إن الدورة السادسة لمنتدى المستقبل التي اختتمت أشغالها الثلاثاء بمراكش, أثمرت رؤية مشتركة وبيانا "يعبر عن إرادة الجميع للمضي قدما في نطاق التعاون بين مجموعة الثمانية ومنطقة الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا". وقال السيد الفاسي الفهري خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية الإيطالي السيد فرانكو فراتيني, الذي ترأس بلاده المنتدى إلى جانب المغرب بصفتها رئيسة لمجموعة الثماني, إن الدورة السادسة للمنتدى عرفت مشاركة مكثفة على أعلى مستوى بالنسبة لحكومات مجموعة الثماني, مبرزا في هذا السياق الدور الفعال للمجتمع المدني سواء في بلدان الشمال أو الجنوب. من جانبه, شدد السيد الفاسي الفهري على ضرورة أن يشكل منتدى المستقبل فضاء للحوار المبني على الاحترام المتبادل بين مجموعة الثماني وبلدان منطقة الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا. غير أن الوزير أكد بالمقابل أن الأهم "هو الخروج بتوصيات واقتراحات واتفاق لتعزيز الحوار خلال الشهور المقبلة تحت الرئاسة المشتركة المغربية - الإيطالية". من جهة أخرى, ذكر السيد الفاسي الفهري بالظروف المالية والاقتصادية العالمية التي انعقد في ظلها المنتدى, وكذا التطور السلبي للوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة "والعمليات الاستفزازية التي تقوم بها اسرائيل بالمسجد الأقصى ". وأوضح بهذا الخصوص أن المنتدى شكل مناسبة للمغرب للتعبير بكل قوة عن موقف جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي بخصوص هذه الاستفزازات, مشيرا إلى أن البيان الختامي للمنتدى يتضمن فقرة خاصة بالشرق الاوسط , وذلك "لكي نبين لشركائنا ببلدان الثمانية أنه لا يمكن أن نطلب من الآخر أن يتقدم وأرضه محتلة وشدد السيد الفاسي الفهري على ضرورة التوصل الى حل نهائي للنزاع في الشرق الاوسط يفضي إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة على جميع الاصعدة, تتمتع بكامل السيادة وعاصمتها القدسالشرقية, معتبرا أن هذا الأمر " ضروري ومحوري إذ لا يمكن ان ننسى ما يجري من عمليات ضد السلام ونحن نبحث في إطار المنتدى سبل تطوير مجتمعاتنا". وبخصوص اختيار المغرب للمرة الثانية لاحتضان هذا الملتقى الدولي الهام, قال السيد الفاسي الفهري إن ذلك يعكس صواب رؤية المغرب, وطرق العمل المتبعة خاصة في القضايا الوطنية التي يلح جلالة الملك محمد السادس دائما على ان تنبني اكثر ما يمكن على العمل التشاركي, سواء في التفكير أو في بلورة المشاريع " كما هو حاصل سواء بالنسبة للقضية الوطنية ومشروع الحكم الذاتي أو مدونة الأسرة ". من جهته, أكد وزير الشؤون الخارجية الإيطالي مجددا الالتزام المشترك لبلدان مجموعتي الثمانية والشرق الأوسط الموسع وشمال افريقيا, للعمل سويا في إطار روح الشراكة من أجل رفع التحديات المتمثلة في وضع حد للاختلالات في مجال التربية بين العالم العربي ودول الثمانية, وكذا مواجهة التغيرات المناخية وحماية البيئة والانعكاسات الوخيمة للأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. واقترح السيد فراتيني على الخصوص خلق "معهد للنوع" خاص ببلدان منطقة الشرق الاوسط الموسع وشمال افريقيا ومجموعة الثمانية, يرتكز على التعاون الوثيق في مجال التربية."