كشف داهي كاي، رئيس جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان في البوليساريو، عن مضمون الزيارة التي قام بها إلى فرنسا نهاية الشهر الماضي، رفقة أحمد التروزي، رئيس جمعية الصحراء للوحدة والتعادلية، وذلك على هامش ندوة صحافية عقداها أول أمس السبت بنادي الصحافة بالرباط، لكشف حقيقة التعذيب الذي يتعرض له الأسرى المغاربة. وقال داهي كاي في تصريح لجريدة التجديد حول موعد الزيارة وجدول أعمالها، إن الزيارة التي نظمت إلى مقر جمعية فرانس ليبرتي كان يوم 27 أبريل الماضي، حيث عقد كل من داهي كاي، و أحمد التروزي، لقاء مع عفيفة كرموس، مسؤولة إفريقيا والمغرب العربي في جمعية فرانس ليبرتي (فرنسا الحريات)، ونائبة رئيسة الجمعية دانييل متران، أرملة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا متران، استغرق ما فاق ساعتين من الزمن، تم خلالها تسليم المنظمة ملفا حول مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان بجبهة البوليساريو. كما وعدت المنظمة نفسها بأن يتضمن تقريرها السنوي المقبل أسماء كل الجلادين الذين أشرفوا على تعذيب الأسرى في سجون جبهة البوليساريو. وحول طبيعة ومحتوى الملف قال داهي كاي إنه ملف انقسم إلى ثلاثة أقسام، تعلق الأول منها بأسماء الأسرى والمفقودين (بغير صور)، والثاني بالمفقودين الذين لهم صور، والثالث يتعلق بأسماء كل الجلادين، وصور بعضهم. وأضاف رئيس جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان بالبوليساريو أن جمعية فرانس ليبرتي قد تسلمت ملفا يؤكد أن عدد المفقودين بسجون جبهة البوليساريو قد فاق 800 مفقود، ويشمل أنواع التعذيب التي تسلطها قادة هذه الجبهة على الأسرى بسجونها. وطالبت الجمعيتان (ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان بالبوليساريو وجمعية الصحراء للوحدة والتعادلية) من منظمة فرانس ليبرتي تضمين تقريرها السنوي أسماء الجلادين الذين نكلوا بالأسرى المغاربة وعرضوهم لأبشع أنواع التعذيب، وخاصة أولئك الجلادين الذين ما يزالون يمثلون جبهة البوليساريو في بعض الدول الأوروبية كإسبانيا والنرويج وإيطاليا والبرتغال، أو الجلادين ذوي الأصل الجزائري الذين يقدرون بالعشرات، علما أن عدد الجلادين الذين ينتمون إلى الأمن العسكري للجبهة، ويخدمون المخابرات المزدوجة لكل من الجزائر وجبهة البوليساريو يصل إلى 41 جلادا، أشرفوا جميعهم على كل أنواع تعذيب الأسرى في سجون مخيمات الحمادة بتندوف. ودعت الجمعيتان منظمة فرانس ليبرتي إلى زيارة مدينة العيون، وباقي المدن الجنوبية الأخرى للاطلاع على حقيقة أنواع التعذيب المسلط على بعض المفرج عنهم، والاستماع لشهادات حية في الموضوع، مشيرتان في الوقت نفسه إلى أن من هؤلاء الجلادين من يقطن بإسبانيا وموريتانيا، في حين ما يزال بعضهم بالجبهة الانفصالية. وأفادت جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان بالبوليساريو أن اتصالها المباشر بجمعية فرانس ليبرتي، منذ ما يفوق سنة ونصف بجنيف، كان وراء تغيير موقفها من الدعم الكامل والمطلق لجبهة البوليساريو إلى التنديد بالخروقات والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى في سجون الجبهة، فضلا عن تنديدها غير المسبوق في تقريرها للسنة الماضية بالسرقة والاتجار التي تقوم بها قيادات الجبهة في المساعدات الإنسانية الدولية التي تبعثها العديد من الدول والمنظمات الإنسانية إلى الأسرى المغاربة. عبد الرحمان الخالدي