تقوم جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان بالبوليساريو بجولة تستغرق أسبوعا داخل بريطانيا للتعريف بمظاهر الاعتداء على حقوق الأسرى في مخيمات تندوف من خلال لقاءات متعددة تنوي عقدها مع العديد من المنظمات النقابية والحقوقية والسياسية في لندن وباقي مدن بريطانيا، فضلا عن لقاء مماثل مع منظمة العفو الدولية. وفي هذا السياق قال الداهي كاي، رئيس الجمعية، في تصريح لالتجديد إنه سيشارك خلال جولته في بريطانيا في برنامج تلفزي ستقدمه القناة الإخبارية أ. إن. إن (ءخخ) وستخصصه للصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، مضيفا أنه سيعمل جاهدا على تقديم أسماء الجلادين الذين مارسوا كل أشكال التعذيب على الأسرى المغاربة، بمن فيهم بعض الجلادين الذين رجعوا إلى المغرب وتحملوا مسؤوليات في التسيير والتدبير. وقال الداهي إنه لا مساومة ولا تسامح مع أي كائن يحاول أن يشوه أو يشوش على ملف انتهاهات حقوق الإنسان في البوليساريو، مؤكدا أنه لا مفر من تقديم أسماء كل الجلادين للعالم بأسره رغم وجود جهات تسعى إلى الوقوف ضد هذه الغاية. واعتبر الداهي أن ثمة أخطاء مست المقاربة التي اعتمدت في معالجة هذا الملف، منها على سبيل المثال ما أقدم عليه وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري حين قام في سنة 1994 بتكريم الجلادين الذين دخلوا إلى المغرب وتهميش رجال قادوا الصراع ضد جبهة البوليساريو. وتعتبر الجولة التي ستقوم بها جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان في البوليساريو في بريطانيا، ما بين 24 يونيو الجاري وفاتح يوليوز المقبل، الثانية من نوعها بعد الجولة التي قامت بها إلى مقر منظمة فرنسا الحريات بباريز يوم 27 أبريل الماضي حيث التقى الداهي خلالها عفيفة كرموس، مسؤولة إفريقيا والمغرب العربي في المنظمة، ونائبة رئيستها دانييل ميتيران، أرملة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتيران وسلمها ملفا كاملا عن مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، ووعدت المنظمة نفسها حينها بأن يتضمن تقريرها السنوي المقبل أسماء كل الجلادين الذين أشرفوا على تعذيب الأسرى في سجون جبهة البوليساريو. ومن المنتظر أن تقدم جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان في البوليساريو الملف نفسه لمنظمة العفو الدولية، كما ستطالبها في الوقت نفسه بالكشف من خلال تقاريرها المقبلة عن أسماء الجلادين، سواء أولئك الذين يمثلون الآن الجبهة في بعض الدول كالجزائر وإسبانيا والبرتغال والسويد، أو أولئك الذين دخلوا إلى المغرب وتسلموا مناصب ومسؤوليات. وكان تقرير منظمة العفو الدولية الصادر سنة 1999 قد طلب من قيادة البوليساريو إزاحة كل الجلادين من السلطة، كما طلب في الوقت نفسه من الجزائر، بصفتها دولة موقعة على معاهدة حقوق الإنسان، تقديم كل الجلادين الموجودين على ترابها إلى العدالة، سواء من خلال محاكمها أو محاكم أي بلد آخر. وفي موضوع ذي صلة أشارت جمعية الصحراء المغربية في مراسلة لالتجديد إلى أن جبهة البوليساريو قد سلمت لائحة الأسرى المغاربة المفرج عنهم لمندوبية الصليب الأحمر الدولي بتندوف، التي قامت من جهتها بتسليمها إلى السلطات المغربية زوال أول أمس الأحد. وأضافت جمعية الصحراء المغربية أن مندوبية الصليب الأحمر الدولي من المنتظر أن تنقل هؤلاء الأسرى المغاربة الذين أفرج عنهم، بعد ربع قرن من الأسر والتعذيب، إلى مطار أكاديرجنوب المغرب صباح يوم الجمعة القادم. عبد الرحمان الخالدي