أشار داهي كاي، رئيس جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان في جبهة انفصاليي البوليساريو، إلى أن تعذيب الأسرى المغاربة في مخيمات تندوف يعود إلى سنة ,1974 وإلى أن اللجنة التنفيذية، التي كانت تمثل آنذاك القيادة العليا للجبهة، هي التي كانت مسؤولة عن كل أصناف التعذيب التي ذاقها هؤلاء الأسرى. ويطالب داهي كاي، في تصريح خص به التجديد، بمحاكمة كل الجلادين الذين عذبوا الأسرى المغاربة أو كانوا وراء التعذيب، مشيرا إلى أنه عندما توفي الكاتب العام للجنة التنفيذية للبوليساريو والي مصطفى السيد سنة 1976 تولى المسؤولية بدلا عنه المحفوظ علي بابا وهو ابن عم داهي كاي وواصل عملية التعذيب. وقال داهي كاي إن أعضاء اللجنة التنفيذية مسؤولون كلهم عن الانتهاكات الخطيرة التي مست وما تزال تمس أبناء الصحراء المغربية، مضيفا أن من هؤلاء من ما يزال يتقلد مناصب ومسؤوليات، بل ممثلا لقيادة البوليساريو في دول غربية كإسبانيا والبرتغال والسويد وأخرى عربية كالجزائر. وأكد رئيس جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان في البوليساريو عزمه مواصلة العمل على تقديم كل الجلادين الذين كانوا من وراء تعذيب الأسرى المغاربة إلى محكمة العدل الدولية، بمن فيهم ابن عمه المحفوظ علي بابا، معربا عن كونه قد قطع في سبيل ذلك أشواطا هامة. وفي هذا السياق ذكر داهي كاي بتقرير منظمة العفو الدولية الصادر سنة ,1999 الذي طلب من سلطة جبهة البوليساريو إزاحة كل الجلادين من السلطة، في الوقت الذي طلب أيضا من الجزائر، بصفتها دولة موقعة على معاهدة حقوق الإنسان، تقديم كل الجلادين الموجودين على ترابها إلى العدالة، سواء من خلال محاكمها أو محاكم أي بلد آخر. واستغرب داهي مواصلة جيمس بيكر، المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي المكلف بملف الصحراء المغربية، التفاوض بشأن قضية وحدتنا الترابية مع الجلادين الذين هم مطلوبون قضائيا، نتيجة ما اقترفوه من انتهاكات لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، في الوقت الذي يفرض عليه منطق الواجب، يضيف داهي، أن يسأل اللجنة التنفيذية للبوليساريو عن ظروف وأسباب اغتيالها للأمريكي المعروف باسم جوسيف، الذي كان يشتغل بالكتابة العامة للأمين العام الأممي حينها كورت فالدهايم( 1972 1981)، فضلا عن اغتيالها فرنسيين وكوريين وإسبانيين وبرتغاليين. وانتقد رئيس جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان في البوليساريو بعض الأساليب المعتمدة في مقاربة ملف وحدتنا الترابية، وقال إن الأمور التي بدأت تظهر على السطح، تارة باسم مغربية الصحراء، وتارة أخرى باسم حقوق الإنسان، ومرة أخرى باسم سكان الصحراء مهضومة حقوقهم، تعتبر مشوهة للملف نفسه، على اعتبار وجود لوبيات مستفيدة من استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وكان داهي كاي قد كشف في تصريح سابق لالتجديد عن مضمون الزيارة التي قام بها إلى مقر جمعية فرانس ليبرتي يوم 27 أبريل الماضي بفرنسا، وقال، بعد حوار جمعه مع عفيفة كرموس، مسؤولة إفريقيا والمغرب العربي في منظمة فرنسا الحريات، ونائبة رئيسة المنظمة دانييل متران، أرملة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا متران، إن المنظمة نفسها وعدت بأن يتضمن تقريرها السنوي المقبل أسماء كل الجلادين الذين أشرفوا على تعذيب الأسرى في سجون جبهة البوليساريو. عبد الرحمان الخالدي