جدد الداهي أكاي، رئيس جمعية المفقودين في بوليساريو، تنديده بزيارة مجموعة من الأفراد إلى مخيمات تندوف، قائلا إن "هؤلاء الأفراد، الذين زاروا بوليساريو، حاولوا تبرئة ساحة الجلادين وتبرير أعمالهم الإجرامية". الداهي أكاي بلباسه الصحراوي المغربي(خاص) وتعرض على اللجنة ثمانية مشاريع، من المقرر أن تصادق عليها، أمس الجمعة، وتخص اتفاقيات كانت اللجنة التقنية التحضيرية وضعت خطوطها العريضة. وتساءل أكاي، في ندوة صحفية، نظمتها الجمعية، أول أمس الخميس "إذا كانت هذه المجموعة حقوقية فعلا فلماذا لا تسأل قيادة بوليساريو عن مصير 800 مفقود من أبناء الصحراء في سجونها؟" مشيرا إلى أن من بين المفقودين في سجون البوليساريو مواطنين من بلجيكاوفرنسا وأميركا وإسبانيا والبرتغال. وأكد أن هدف زيارة مجموعة التامك لا يكمن في لقاء المواطنين، كما يروج البعض، بل كان هو "الاجتماع مع جلادي بوليساريو، الذين عذبونا"، مشيرا إلى أن مبادرة الجمعية بعقد الندوة الصحفية جاءت للتعريف بخروقات القانون الدولي المرتكبة في حق المغاربة من طرف الجلادين في بوليساريو. وقال أكاي ل"المغربية" إن "جمعية المفقودين في سجون بوليساريو راسلت، في الآونة الأخيرة، الدول التي لها سجناء لدى بوليساريو، وهي بلجيكا، وفرنسا، والولاياتالمتحدة، وإسبانيا، والبرتغال"، مضيفا أن "فرنسا بعثت ردا رسميا، توصلنا به من طرف الوزير الأول ووزير الخارجية، كما هو الشأن بالنسبة إلى إسبانيا، إذ توصلنا برسالة من الوزير الأول، أما بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة، فقد جرى استقبالنا في واشنطن، وبلغناهم خبر المواطن الأميركي المفقود، وزرنا بلجيكا، بإمكانياتنا الخاصة، واستقبلنا هناك من طرف وزارة الخارجية، وأكدنا لهم أن مواطنا يحمل الجنسية البلجيكية عليهم البحث عن مصيره في سجون بوليساريو". وذكر أن هناك أفرادا يعملون من أجل التغطية على جرائم ارتكبتها قيادة بوليساريو. وكشفت جمعية المفقودين في البوليساريو حقائق تبرز ممارسة عناصر بوليساريو للتعذيب على سكان الصحراء المغربية، قبل انطلاق المسيرة الخضراء بثلاث سنوات. وقدمت في تقرير مختصر، سردا تاريخيا لجرائم البوليساريو على أبناء الصحراء، جاء فيه أن "عناصر من بوليساريو ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على سكان الصحراء، إذ جذعت أنف زيني ولد سيدي ولد الفاضل، بدعوى أنه جاسوس إسباني، وفي سنة 1974 ألقت القبض على حوالي 170 فردا من أبناء الصحراء كانوا متهمين بالتجسس والعمالة لصالح إسبانيا، وبعد أن خرجت إسبانيا من الصحراء، اتهمت الجبهة المجموعة نفسها بالتجسس والعمالة لصالح المغرب، وهي داخل سجونها، وكثيرون من أولائك الشباب قضوا نحبهم في سجونها، ومورس عليهم الكثير من الإرهاب والتعذيب". وفي سنة 1976 كانت بداية المرحلة الثانية، إذ "اعتقلت بوليساريو 70 شخصا، اتهموا بالعمالة للاستخبارات المغربية والفرنسية، وتميزت هذه المرحلة باستشهاد المهدي ولد السويح في الاعتقال". وفي المرحلة الثالثة، التي بدأت في سنة 1977، "اعتقلت بوليساريو 70 شخصا آخرين اتهموا بالعمالة للنظام المغربي، وأطلقت عليهم لقب شبكة "تكنة"، واتسمت هذه المرحلة باستشهاد سالم باكر، الذي كان تعرض، رفقة آخرين، للتعذيب". وفي المرحلة ما قبل الأخيرة، سنة 1978، "اعتقلت بوليساريو 150 صحراويا أطلق عليهم اسم شبكة "كريبات الفولة"، بينهم بعض الإسبان، وهذه المجموعة كانت متهمة بالتجسس والعمالة للمغرب، سجن أفرادها وعذبوا وكثيرون، ومنهم مفقودون". وفي سنة 1982 بدأت المرحلة الخامسة والأخيرة، "وأطلق على ضحاياها اسم الشبكة "الفرانكفونية الموريتانية"، وتتألف من 150 شخصا اتهموا بالتجسس لصالح فرنسا وموريتانيا وتعرضوا للتعذيب والإرهاب". وتؤكد الجمعية أن عدد المفقودين يصل إلى 610 أشخاص، وأنه ألقي القبض على 190 شخصا آخرين، ليصل العدد إلى 800 مفقود، وتضيف أنها "لن تدخر جهدا للكشف عن مصير المفقودين، وتسليم المعطيات إلى منظمة العفو الدولية". حضر الندوة الصحفية ممثل عن السفارة الفرنسية، تلبية لدعوة رئيس الجمعية. وقدمت في الندوة الصحفية شهادة طيار سابق في القوات الجوية الملكية المغربية، أمضى 25 سنة من الأسر في سجون بوليساريو، وأخرى للزوينة ربيعة، إحدى المعتقلات في سجون بوليساريو، التي تحدثت عن القمع والترهيب، الذين يتعرض لهما المحتجزون في مخيمات تندوف.