استنكرت جمعية ضحايا ومفقودي سجون البوليساريو ما وصفته ب«التهميش» الذي يعاني منه ممثلو الجمعية، حيث لا يتم استدعاؤهم إلى المحافل الدولية للتعريف بالانتهاكات التي تعرضوا لها على يد البوليساريو، بإشراف من ضباط المخابرات الجزائرية، في الوقت الذي «تصر» فيه الجهات الرسمية على إشراك العائدين من صفوف البوليساريو، الذين من بينهم من كان يمارس التعذيب على الضحايا، في المنتديات الدولية والأممية. وكان الداهي أكي، رئيس جمعية ضحايا ومفقودي سجون البوليساريو، انتقد، في تصريح سابق ل«المساء»، ما أسماه «التصرف غير المسؤول» للحكومة التي لم توجه الدعوة إلى أعضاء الجمعية، الذين ذاقوا «أبشع ضروب التعذيب في سجون تندوف»، من قبل البوليساريو وبإشراف مباشر من ضباط الجيش والمخابرات الجزائرية، للإدلاء بشهاداتهم أمام ممثلي الدول الذين اجتمعوا مؤخرا في الدورة العادية الثانية عشرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، وتساءل وقتها عن طبيعة المناسبة التي يجب تقديم ضحايا البوليساريو فيها للإدلاء بشهاداتهم إن لم تكن مناسبة انعقاد أشغال هذه الدورة من مجلس حقوق الإنسان. وفي الوقت الذي تنشر فيه وكالة الأنباء الرسمية، منذ أول أمس الثلاثاء، المزيد من التصريحات لمسؤولين ورؤساء أحزاب سياسية حول «استنكارهم وتنديدهم» بالزيارة التي يقوم بها عدد من «انفصاليي الداخل» لمخيمات تندوف، تقوم الجمعية المذكورة، منذ يوم الاثنين المنصرم، بعدة اتصالات بإسبانيا مع ممثلي المجتمع المدني حول انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف من طرف البوليساريو، المدعومة من الجزائر. وسلم الداهي أكاي، رئيس جمعية ضحايا ومفقودي البوليساريو، لمؤسسة ميغيل أنخيل بلانكو وجمعية الرسالة المتوسطية الإسبانيتين ملفا حول انتهاكات حقوق الإنسان بتندوف، وملفا عن الدعوى القضائية التي تم قبولها من قبل القاضي بالمحكمة الوطنية الإسبانية، (وهي أعلى هيئة قضائية بإسبانيا) بالتسار غارثون، ضد عدد من جلادي البوليساريو وبعض الضباط الجزائريين، بالإضافة إلى ملف آخر تم وضعه مؤخرا أمام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي يوجه الاتهام بممارسة التعذيب إلى نفس الجلادين من البوليساريو والمخابرات والعسكر الجزائريين. في سياق ذلك، اعتبر الداهي أكي، في اتصاله من إسبانيا ب«المساء»، أن «إقصاءهم» داخل الجمعية من طرف المسؤولين الرسميين من المشاركة في المنتديات الدولية والأممية للتعريف ب«أبشع صور التعذيب والاغتيالات»، التي تعرض لها المغاربة في سجون البوليساريو بالأراضي الجزائرية، لن يثنيهم عن إثارة انتباه الرأي العام الاسباني -نظرا إلى المسؤولية التاريخية للدولة الإسبانية في الصحراء وكذا الرأي العام الدولي- إلى «جرائم» البوليساريو المقترفة في حق أبناء الصحراء، مشيرا إلى أنه شخصيا تلقى «إشارات طيبة» من محيط القاضي الإسباني، بالتسار غارثون، الذي قبل دعوة الجمعية ضد عدد من أعضاء البوليساريو والجيش الجزائري، تفيد بأن القضاء الإسباني ماض في مساطر متابعة هؤلاء. وفي موضوع ذي صلة، دعا رئيس منظمة اللجنة الدولية لمعتقلي تندوف البريطانية، اللورد فرانسيس نيويل، أول أمس الثلاثاء في نيويورك، إلى تحرير السكان المحتجزين بتندوف في الجزائر، مؤكدا أن «هؤلاء الأشخاص يعتبرون معتقلين حقيقيين في معسكرات تحت الخيام»، ومبرزا في السياق ذاته أنه عندما يكون هؤلاء المحتجزون أحرارا ف«بإمكانهم أن يقرروا آنذاك اختيار دربهم»، داعيا الأممالمتحدة إلى وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان في تندوف.