اتهمت جمعية مفقودي وضحايا سجون البوليساريو التامك ومجموعته، الذين يُطلق عليهم انفصاليو الداخل، لتأييدهم أطروحة جبهة البوليساريو، بأنهم ارتكبوا جريمة «الخيانة العظمى» في حق البلاد التي تؤويهم، في الوقت الذي كان على هؤلاء، إن كانوا حقا من دعاة حقوق الإنسان كما يدعون، أن يناضلوا لدى البوليساريو وفي المحافل الدولية من أجل الكشف عن حقيقة 800 مفقود لدى البوليساريو على الأرض الجزائرية. واعتبر رئيس الجمعية المذكورة، الداهي اكاي، أن التهمة ثابتة في حق هؤلاء الذين استغلوا ظروف الانفتاح التي يعيشها المغرب على المستوى الحقوقي من أجل الترويج لأفكارهم الانفصالية، التي لم يعد يقتصر مخططهم على الترويج لها سرا، بل انتقل إلى العلن بزيارة مخيمات تندوف وتفقد آليات حربية ولقاء عناصر من المخابرات الجزائرية وقياديين من البوليساريو. وذكر اكاي، في سياق رده على سؤال ل«المساء» حول مآل الدعوى القضائية التي قدمتها جمعيته أمام كل من القاضي الإسباني المشهور بالتزار غارسون ومحكمة العدل الدولية بلاهاي، أن الدعوى قبلت من حيث الشكل، وهو ما يعني عزم الجهات القضائية المعنية ملاحقة «المجرمين المتورطين في تعذيب وقتل أبناء الصحراء، الذين يرفضون العيش في مخيمات الذل». ووجهت الجمعية الة لحضور الندوة، المنظمة بعنوان «لا لتسخير حقوق الإنسان من أجل تعزيز الانفصال»، إلى سفارات بلدان الولاياتالمتحدة وإسبانيا وبلجيكا وموريتانيا وفرنسا باعتبار أن لهذه الدول مواطنين فُقدوا بسجون البوليساريو، وهو ما لم تستجب له هذه الدول باستثناء فرنسا التي حضر أحد مستشاريها طيلة الندوة. إلى ذلك، قدم أحد الطيارين في صفوف القوات المسلحة الملكية، الذي كان معتقلا في سجون البوليساريو، شهادة حية حول ما يتعرض له المغاربة من تعذيب ومعاناة من طرف المخابرات الجزائرية وعناصر البوليساريو، موضحا أن الوقت قد حان بالنسبة للعالم وللحقوقيين على وجه التحديد للكشف عن جرائم الانفصاليين بمخيمات الحمادة، وهو ما سارت عليه أيضا إحدى النساء الفاات من جحيم تندوف إلى ارض الوطن، والتي روت ظروف اختطافها إلى جانب أقاربها من مدينة الداخلة من طرف عناصر البوليساريو وبإشراف مباشر من لدن ضباط جزائريين، بعدما كانوا يصطنعون سيناريوهات قبل أن يفاجؤوا بتواجدهم بمخيمات تفتقر إلى أبسط ظروف العيش، مذكرة بانتفاضة 1988 التي أربكت حسابات البوليساريو والجزائر، حين خرج الآلاف من الصحراويين ثائرين في وجه هؤلاء ومطالبين بالعودة إلى أرض الوطن، وهو ما جوبهوا على إثره برصاص الانفصاليين وبأمر من ضباط العسكر الجزائري، وموضحة أيضا أنه مباشرة بعد ذلك استبشر الصحراويون بدعوة الملك الراحل الحسن الثاني الشهيرة «إن الوطن غفور رحيم»، وهو ما كان له الأثر الإيجابي في نفوس المحتجزين.