عقدت أخيرا جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان في البوليساريو لقاء بالمملكة البريطانية (لندن) مع عضو منظمة العفو الدولية ومنسقها العام لشمال إفريقيا والشرق الأوسط فيليب ليتر، أطلعته خلاله على مظاهر الاعتداء على حقوق الإنسان في جبهة البوليساريو. وقال داهي كاي، رئيس الجمعية، إن اللقاء الذي عقده مع مسؤول منظمة العفو الدولية قد استغرق حوالي ثلاث ساعات، وأنه تم تسليمه ملفا كاملا عن مظاهر الانتهاكات والتعذيب التي يتعرض لها سكان مخيمات تندوف، وأن هذا الملف تضمن فضلا عن ذلك أسماء الجلادين الذين مارسوا أو يمارسون شتى أشكال التعذيب على الأسرى المغاربة المحتجزين لدى الجبهة، وخاصة أسماء الموجودين منهم في أوروبا، كما هو الشأن في إسبانيا والبرتغال والسويد وغيرها. وأكد داهي كاي في بلاغ صحافي بعث به إلى التجديد أنه وجه نقدا صريحا إلى منظمة العفو الدولية في ما يخص تقريرها السنوي الأخير الذي أهمل ذكر أسماء الجلادين في جبهة البوليزاريو وتحديدهم بالاسم والصفة، كما انتقد في التقرير عدم ذكره التعسفات والاختطافات وأنواع التعذيب والموت في سجون البوليساريو، والأساليب التي مورست على أبناء الصحراء المغربية داخل جبهة البوليساريو. كما طالب المنظمة نفسها بفتح تحقيق في ما تقوم به هذه الجبهة الانفصالية من تهجير قسري لأطفال المخيمات إلى إسبانيا قصد استجداء المساعدات المادية. من جانب آخر، أشار رئيس جمعية ضحايا الاعتداء على حقوق الإنسان في البوليساريو إلى أن منظمة العفو الدولية تعاملت في تقريرها الأخير، في الجزء المتعلق منه بالمغرب، بمكيالين، ذلك أنها تطرقت إلى الانتهاكات الواقعة فيه بكل تفصيل، بينما أهملت التطرق إلى انتهاكات حقوق الإنسان في البوليساريو بطريقة مفصلة. وكشف داهي في بلاغه عن عزم جمعيته إعداد ملف قانوني للمطالبة بالتعويض المادي والمعنوي من قبل الجزائر، وفسر سبب اللجوء إلى هذا الإجراء القانوني بأن البوليساريو إنما هي صنيعة جزائرية، ولأن الجزائر هي التي تأويها (أي البوليساريو) وتدعمها، ولأن رجال المخابرات الجزائرية هم الذين أشرفوا على تعذيب الصحراويين المغاربة فوق الأرض الجزائرية. وحول الصراعات الحالية التي تعرفها قيادة الجبهة الانفصالية، كما تتحدث عنها مصادر إعلامية متعددة، قال داهي إن الأمر قد يكون مرتبطا بمجموعة من الطلبة الذين تخرجوا في مطلع التسعينيات من الجامعات الجزائرية، والذين تأثروا آنئذ بالجبهة الإسلامية للإنقاذ، كما يمكن أن يتعلق الأمر بمجموعة من القيادات الشابة، والتي استلمت السلطة بعد عودتها من الدول التي درست بها وتخرجت من جامعاتها، والتي أدركت فشل القيادة الحالية في التدبير فأرادت خلق قيادة بديلة. عبد الرحمان الخالدي