مرة أخرى تؤكد الأحداث المتلاحقة في المشرق العربي أن السبيل الوحيد للتحرر والاستقلال من الاحتلالين الصهيوني والأمريكي هو المقاومة ولا سبيل غير المقاومة. فما وقع في واشنطن من استغفال للقادة العرب الذين التقوا الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل أن يلقى الإرهابي المجرم شارون ويتفقا معا على اغتيال القضية الفلسطسنية برمتها، وما تبع ذلك من اغتيال للقائد الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس بغزة بعد أقل من شهر على اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين زعيمها المؤسس، كل هذه الوقائع لا تدع مجالا للشك في أن الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لشارون وعصابته الإرهابية الإجرامية لتصفية القضية الفلسطينية كلها بكل الطرق الممكنة وعلى رأسها التصفية الجسدية لقادة المقاومة والتصفية السياسية بإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين والتنكر لكل العهود والاتفاقيات السلمية السابقة واللاحقة. ليس غريبا أن تتطابق وجهة نظر إدارة بوش مع عصابة شارون لأنهما معا يحتلان أرضا عربية إسلامية بقوة الحديد والنار وبالجيوش المجهزة بأعتى الأسلحة وأكثرها تطورا وفتكا، ولأنهما معا شكلان من أشكال الاستعمار الاستيطاني الحديث. وإذا كان هذا هو حال هذين الاستعمارين البغيضين، فإن حال الأمة يجب أن يكون على قلب رجل واحد، بعد أن تبين للجميع أن العصابات الإرهابية التي تحتل المشرق العربي لا تفرق بين قادة وشعوب، ولا بين مدنيين ومقاومين، ولا بين كبير وصغير، ولا بين سياسي وعسكري، ولا بين مريض ومعافى، إذ الكل لديها سواء، والكل يجب أن يقدم لها الولاء ويرفع راية الاستسلام.. إذا كان هذا هو الحال فإننا جميعا ينبغي أن لا نتردد في الانخراط جميعا في جبهة المقاومة العريضة الموحدة من أجل وضع حد نهائي لكافة صور التفاوت والاختلال في ما بيننا، وأن نقاوم جميعا كل جيوش الاحتلال. فهل يحتاج أحد منا أن يعلم أن الاستعمار إلى زوال، وأن الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية الحالية يمارسان أكبر صور إرهاب الدولة، وأن المقاومة هي السبيل الأوحد المتبقي لنا. فلنكن جميعا في المقاومة حتى لا نخطئ الموعد مع التاريخ ومع إرادة الشعوب العربية والإسلامية وكل الشعوب المحبة للحرية والسلام، فإن موعد التحرر من الهيمنة الصهيوأمريكية قريب جدا، وإن موعد استقلال القرار السياسي والاقتصادي عن دوائر النفوذ الخارجية ليس بعيدا عنا ولا عن أمتنا، وإن الليل يوشك أن ينجلي وإن القيد يوشك أن ينكسر