استحوذ موضوع تأجيل القمة العربية في تونس على اهتمامات الصحف العربية الصادرة أمس الإثنين... ما هي الأسباب؟ ماهي التداعيات؟ القدس العربي اللندنية:نقل القمة العربية لن يغير شيئا قال رئيس تحرير صحيفة القدس العربي اللندنية عبد الباري عطوان: نحمد الله أن قمة تونس العربية انهارت قبل ساعات من بدء أعمالها، حتى ترى الشعوب العربية أنظمتها الحاكمة على حقيقتها: ضعيفة، مفككة، عاجزة، وفاقدة زمام المبادرة؛ وفوق هذا وذاك تعيش حالة من الارتباك الكامل. وأضاف عطوان أن الذين أفشلوا القمة هم الذين قرروا التغيب عنها، أو أولئك الذين أرادوا تحويلها بوقا لأمريكا وشرق أوسطها الكبير لقتل الإصلاحات الحقيقية التي تطالب بها القوى الشعبية المتمثلة في الديمقراطية وحقوق الإنسان. ولفت إلى أن الذين أفشلوا القمة هم الذين أفسدوا كل شيء في منطقتنا، وأوصلوها إلى هذه المرحلة من الانهيار والتفكك، وإهدار المال العام، والمجاعة، والفقر المدقع في كل مجالات الإنتاج والإبداع. وأشار إلى أنه كان من المؤسف حقا ألا نشاهد أيا من وزراء الخارجية العرب، أو حتى الأمين العام نفسه، يقف وقفة رجولة وشجاعة في مؤتمر صحافي، ويعلن على الملإ أسباب هذه المهزلة، ويقول لنا ما حدث بالضبط داخل الكواليس، فهؤلاء لا يملكون الشجاعة، لأنهم يمثلون أنظمة ظلامية تعودت تزوير الحقائق، مثلما احترفت النفاق والكذب. وخلص عطوان إلى أن المشكلة لم تكن أبدا في القمة، أو مكان انعقادها، وإنما في الزعماء الذين يشاركون فيها، وأجنداتهم الخاصة جدا في البقاء، وتوريث الحكم لنسلهم، وكل ما يتفرع عنه من قمع واضطهاد ومصادرة الحريات، ونقلها من تونس إلى القاهرة أو الرياض أو الجزائر، لن يغير من واقع الحال شيئا. "الأهرام القاهرية:مفاجأة مدهشة وبينت صحيفة الأهرام المصرية وجهة النظر المصرية حول تأجيل القمة العربية بتونس، وقالت إن قرار تأجيل انعقاد القمة جاء بمثابة مفاجأة مدهشة للعرب جميعا. وأضافت الصحيفة: جاء الإعلان المفاجئ لتأجيل القمة في وقت تواجه فيه البلدان العربية أزمات طاحنة، وبرغم أن كل القمم العربية السابقة قد شهدت اختلافات متفاوتة في حدتها بشأن القضايا محل النقاش، إلا أنه كانت هناك دائما آلية للسيطرة على هذه الخلافات. وقالت الصحيفة أما مسألة تأجيل القمة العربية لأجل غير مسمى، بينما الرؤساء والملوك العرب الذين قرروا المشاركة فيها يتهيؤون للسفر إلى العاصمة التونسية، فإنه أمر كان ينبغي تكثيف الجهود للحيلولة دون الوصول إليه، خاصة أن كل المؤشرات التي سبقت هذا القرار التونسي المفاجئ، كانت في معظمها إيجابية، كما أن الربط بين عدم الموافقة العربية على بعض المقترحات التونسية للإصلاح وبين تأجيل القمة هو أمر خطير بالنسبة لأي عمل مشترك.