انتقدت "حركة النهضة" بشدة إقدام قناة تلفزيونية خاصة على بث برنامج استقصائي يتهم المخابرات المغربية بالتورط في التفجيرات التي استهدفت منتجعا سياحيا بمحافظة سوسة (وسط شرق) في نهاية شهر يونيو الماضي. واعتبرت ذلك "استفزازا مجانيا لجيران تونس وأصدقائها". ودعت "النهضة" في بيان لها حصلت عليه "جديد بريس" إلى "تغليب المصلحة الوطنية وتحري النزاهة والمهنية في بعض الأعمال الإعلامية" و"عدم التوظيف السياسي والإيديولوجي للجرائم الإرهابية بما قد يؤدي إلى توترات في علاقات تونس الخارجية عبر التهجم المتعمد على دول شقيقة وصديقة وتوجيه اتهامات مجانية لها متعلقة بوقوفها وراء الجرائم الإرهابية التي ترتكب في بلادنا". وأكدت "النهضة"، أن الخطر الإرهابي آفة دولية يجب مواجهة بالوحدة الوطنية وبالمزيد من الحلفاء والأصدقاء في المحيط العربي والإسلامي والدولي. ورأت "النهضة" أن المستفيد من إثارة ما وصفته ب "الشبهات المجانية" وتوتير علاقات تونس الخارجية في معركتها مع الإرهاب هو الإرهاب نفسه، وقال البيان: "إن ذلك ينقص من فعاليتنا في مواجهته ومن قدرتنا على تحقيق التنمية في بلادنا". ودعت "النهضة"، "الحكومة التونسية والهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري، (الهايكا)، إلى التدخل عند الإقتضاء لحماية المصالح العليا للبلاد ومنع بعض الإنحرافات التي لا علاقة لها بالحريات الإعلامية. وكانت قناة "تونسنا" الخاصة قد عرضت يوم الاربعاء 3 دجنبر 2015 عملا استقصائيا ادعى فيه رقيب سابق في الأمن المغربي مقيم في بلجيكا، أن "الاستخبارات المغربية متورطة في تفجيرات بمحافظة سوسة في نهاية شهر يونيو الماضي والتي أدت إلى مقتل 38 سائحا أغلبهم من السياح البريطانيين". وقتل 38 سائحا أجنبيا بينهم 30 بريطانيا يوم 26 يونيو 2015 في هجوم نفذه طالب تونسي مسلح برشاش كلاشنيكوف على فندق "امبريال مرحبا" في ولاسة سوسة (وسط شرق) وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. وقد وجهت تلك التفجيرات ضربة موجعة للقطاع السياحي التونسي، وهو من القطاعات الاستراتيجية في تونس ويشكّل نحو 7 في المئة من الناتج القومي. ويجذب عُشر الاستثمارات ووعود الاستثمار في البلاد، ويشغل أكثر من 10 في المئة من اليد العاملة.
وفيما يلي نص بيان حركة النهضة الصادر يوم 3 دحنبر 2015: تطالعنا بين الحين والآخر تصريحات ومواقف تبثها بعض وسائل الإعلام تسيء لعلاقات تونس الخارجية عبر التهجم المتعمد على دول شقيقة وصديقة وتوجيه اتهامات مجانية لها متعلقة بوقوفها وراء الجرائم الإرهابية التي ترتكب في بلادنا. وحركة النهضة التي تعتبر مواجهة الخطر الإرهابي وتحقيق التنمية الشاملة والعادلة أولوية وطنية، فإنها: تدعو إلى تغليب المصلحة الوطنية وتحري النزاهة والمهنية في بعض الأعمال الإعلامية بعيدا عن الاستفزاز المجاني لجيران تونس وأصدقائها وعدم التوظيف السياسي والإيديولوجي للجرائم الإرهابية بما قد يؤدي إلى توترات في علاقات بلادنا الخارجية. تؤكد أن الخطر الإرهابي آفة دولية نواجهها بوحدتنا الوطنية كما نواجهها بالمزيد من الحلفاء والأصدقاء في محيطنا العربي والإسلامي والدولي. تؤكد أن المستفيد من إثارة الشبهات المجانية وتوتير علاقاتنا الخارجية في معركتنا مع الإرهاب هو الإرهاب نفسه وأن ذلك ينقص من فعاليتنا في مواجهته ومن قدرتنا على تحقيق التنمية في بلادنا. تدعو الحكومة والهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري، (الهايكا)، إلى التدخل عند الإقتضاء لحماية المصالح العليا للبلاد ومنع بعض الإنحرافات التي لا علاقة لها بالحريات الإعلامية. رئيس حركة النهضة