أفادت وكالة قدس برس أن لجان المقاومة الشعبية استنفذت كافة وسائلها السلمية من أجل الإفراج عن أربعة من عناصر جهازها العسكري المعروف باسم ألوية الناصر صلاح الدين بعد أن أصدرت محكمة فلسطينية قرارا بالإفراج عنهم لاتهامهم بقتل ثلاثة أمريكيين بغزة؛ فاضطرت للجوء إلى تحرير ثلاثة منهم بالقوة. وكان انفجار قد وقع في منتصف شهر (أكتوبر) الماضي لدى مرور سيارة تابعة للسفارة الأمريكية شمال غزة أدى إلى مقتل ثلاثة أمريكيين، حيث أقدمت أجهزة الأمن الفلسطينية في حينه على اعتقال أربعة مقاومين من لجان المقاومة الشعبية ووجهت إليهم تهم التسبب بشكل غير مباشر بمقتل الأمريكيين الثلاثة، وتم تقديمهم للمحاكمة. إلا أن محكمة صلح بغزة قررت في جلستها التي عقدت في الرابع عشر من (مارس) الماضي الإفراج عن كل من نعيم ديب طه أبو فول ( 43 عاماً)، وبشير خليل سعيد أبو اللبن (42 عاماً) ، ومحمد الدسوقي كامل عسلية (22 عاماً)، أحمد عبد الفتاح صافي (24 عاماً) وجميعهم من جباليا والذين كانوا محتجزين لدى أجهزة الأمن الفلسطينية منذ عدة أشهر على خلفية الاشتباه بضلوعهم في الحادث المذكور، إلا أن أجهزة الأمن الفلسطينية رفضت الانصياع لقرار المحكمة والإفراج عنهم. وقد تبين للمحكمة عدم كفاية الأدلة بشأن التهم المنسوبة لهم، فأمرت بالإفراج عنهم بكفالة مالية مقدارها 50 ألف شيكل (11 ألف دولار)، إلا أن أجهزة الأمن الفلسطينية واصلت احتجازهم في صورة مخالفة للقانون حتى تمكنت مجموعة من لجان المقاومة الفلسطينية من تحريرهم يوم الأربعاء الماضي، مؤكدة أن ما قامت به هو تطبيق للقانون. وقال الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية والملقب أبو عبير إن لجان المقاومة لم تقدم على تحرير الأسرى بهذا الأسلوب، إلا بعد أن استنفذت كافة وسائلها السلمية وبعد أن أرسلت عشرات الرسائل إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تطالبه بالإفراج عن المعتقلين تطبيقا لقرار القضاء الفلسطيني. وأضاف أبو عبير لوكالة قدس برس حذرنا قبل ذلك من أننا سوف نستخدم كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل إطلاق سراح مقاومينا، إلا أن ذلك لم يجد آذانا صاغية من قبل السلطة الفلسطينية، وواصلت احتجاز المعتقلين في ظروف صعبة جدا، ضاربة عرض الحائط بقرار القضاء الفلسطيني، فما كان أمامنا سوى تطبيق القانون بأيدينا وتحريرهم لنعلم السلطة كيف يتم تطبيق القانون. وأشار إلى أن لجان المقاومة الشعبية ليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بهذا الحادث الذي أكدته المحاكمة الفلسطينية، وأنه لو كانت هي التي تقف وراء هذا العمل لأعلنت عن ذلك دون خوف من أحد، وقال إن الولاياتالمتحدة تقف في موقف العداء للشعب الفلسطيني كونها تدعم الدولة العبرية لكن أولويتنا الآن مقاومة الاحتلال فقط. وتشكلت لجان المقاومة الشعبية وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين مع اندلاع انتفاضة الأقصى في التاسع والعشرين من شتنبر من عام 2000 حيث تضم في عضويتها عناصر من معظم فصائل المقاومة العاملة على الساحة الفلسطينية، وتشكل عناصر حركة فتح نسبة كبيرة منهم، وقد اشتهرت ألوية الناصر صلاح الدين بتفجير دبابات ميركافا الإسرائيلية وتدميرها بالكامل. وعن تفاصيل العملية أكد أبو عبير أن التخطيط لهذه العملية استغرق فترة طويلة كونها عملية كبيرة ومعقدة، خاصة أنهم كانوا لا يريدون إراقة قطرة دم واحدة لأن هدفهم تطبيق القانون لا خرقه، وقد تم لهم ذلك خلال تنفيذهم للعملية، مشيرا إلى أنه لو لم يصدر القضاء الفلسطيني حكمه ببراءة المقاومين ويأمر بالإفراج عنهم لما أقدموا على تنفيذ مثل هذه العملية. وقال إن أربعة من ألوية الناصر صلاح الدين دخلوا في زيارة عادية مساء الأربعاء من أجل زيارة الأربعة المعتقلين وتمكنوا من إدخال مسدسات معهم، وأثناء الزيارة قاموا بالسيطرة على اثنين من مسؤولي السجن تواجدوا أثناء الزيارة التي حضرها ثلاثة من المعتقلين ولم يحضرها الرابع نظرا لوجوده في زنزانة انفرادية. وأضاف أنه بعد أن تمت السيطرة على اثنين من مديري السجن، أخذوهما إلى باب السجن برفقة المعتقلين الثلاثة الذين لم يكونوا على علم مسبق بتنفيذ العملية، حيث قام منفذو العملية في هذه الأثناء بالاتصال بعدد من المجموعات العسكرية التابعة لهم ويقدرهم عددهم بخمسين مقاتلا وكانوا جاهزين ومنتشرين في محيط المنطقة لكي يدخلوا بسياراتهم إلى شارع السجن، حيث تمكنوا من السيطرة على أفراد الشرطة المنتشرين في الشارع من أجل تسهيل عملية خروجهم من السجن وعدم اعتراضهم. وتابع أنه بعد ذلك طلب المقاومون من حراس السجن فتح الباب، فرفضوا فأطلقوا عدة أعيرة نارية في الهواء من أجل تخويفهم وإجبارهم على فتح الباب إلا أنهم لم يفعلوا فما كان منهم إلا أن قفزوا من فوق الباب وغادروا المكان بسرعة، مشيرا إلى أن منفذي المهمة لم يأخذوا أي قطعة سلاح من عناصر الشرطة إنما أخذوا فقط مخازن بنادقهم حتى لا يطلقوا النار عليهم أثناء الانسحاب وتمت العملية دون إراقة قطرة دم واحدة. وأكد أن الثلاثة الذين تم تحريرهم هم : نعيم أبو فول، وبشير أبو اللبن، أحمد صافي، فيما بقي رابع وهو محمد عسلية، مؤكدا أن الثلاثة تم نقلهم إلى مكان آمن فيما تجري لجان المقاومة الشعبية اتصالات من أجل الإفراج عن الرابع بأسرع وقت. عملية تحرير السجناء هذه التي تشبه الأفلام السينمائية وقعت على مرآى ومسمع من المئات من الفلسطينيين الذين تجمهروا في المكان وسط ذهول كبير لما حدث وهم يهتفون ويصفقون لما شاهدوا . إسماعيل العلوي