أكدت أسيرة فلسطينية محررة من مدينة الخليل أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تتعامل مع الأسيرات بشكل قاس ودون أدنى رحمة مستخدمة أساليب تعذيب تفوق تلك التي تستخدم ضد الأسرى من الرجال. وأوضحت "فداء غنام" 17 عاما التي قضت عامان ونصف في سجون الاحتلال في حوار مع "التجديد" أن شرطة السجون استخدمت ضد الأسيرات ومنهن القاصرات أساليب الضرب والرش بمختلف أنواع الغازات وتواصل حرمانهن من الزيارات وإدخال الأغراض الشخصية والمواد الغذائية. وفيما يلي نص اللقاء مع الأسرة المحررة فداء اسحق غنام: الاعتقال * بداية كيف تم اعتقالك؟ اعتقلت بتاريخ 9-2-2002م، أثناء توجهي إلى مدرسة اليعقوبية في البلدة القديمة من الخليل، وكنت يومها متجهة من منزلي في حي وادي الهرية إلى المدرسة مرورا بشارع يوجد فيه بؤرة الدبوية الاستيطانية وهناك أوقفني المستوطنون وأخذوا يضربونني ثم فتشوا حقيبتي فوجدوا فيها سكينا، ثم استدعوا الجنود الذين قاموا باعتقالي ونقلي إلى مركز كريات أربع، وهناك سألوني عن سبب وجود السكين فقلت لهم إنه لأغراض تعليمية في المدرسة لكنهم لم يصدقوا. * وكيف كان أسلوب تعاملهم معك أثناء الاعتقال؟ تعاملوا معي بقسوة، وحققوا معي في كريات أربع ثم نقلوني من خلال سيارة جيب إلى مركز التوقيف في المسكوبية، وفي الطريق كان الجنود يضربونني بأعقاب البنادق ويتلفظون بألفاظ سيئة، وخلال وجودي في مركز المسكوبية بقيت في التوقيف ستة عشر يوما تم التحقيق معي مرة واحدة فقط. التحقيق * وهل كان التحقيق بوجود المحامي أم لا؟ رغم أن القانون يقول إنه لا بد من محامي ليحضر محاكمتي لأنني كنت قاصرا في حينه (15 عاما) إلا أنهم حققوا معي دون أن يسمحوا للمحامي أو الصليب الأحمر أو أقاربي بزيارتي. وبعد ذلك تم نقلي إلى معتقل الرملة للنساء. * وكيف كانت ظروف اعتقالك في الرملة؟ مجرد وصولي سجن الرملة أبقوني في العزل لمدة ثلاثة أيام، ثم نقلت إلى المحكمة التي حكمت علي بالسجن عامان ونصف وغرامة مقدارها ثلاثة آلاف شيكل ثم التمست إلى المحكمة حول استمرار عزلي فأمر بإيداعي مع باقي الأسيرات. غاز في الأفواه * تحدثت المنظمات الإنسانية عن ظروف صعبة في هذا السجن، فكيف تركت الأسيرات وراءك؟ تتعمد إدارة السجن عزل الأسيرات كل على انفراد في كثير من الأحيان، كما يواصل الجنود وشرطة السجون اقتحام غرف المعتقلات وهم يلبسون ثيابا سوداء واقية من الغاز وكمامات، ثم يعتدون عليهم بالضرب ويرشون الغاز في غرفهن، وقد استخدمت قوات الاحتلال أسلوب الشبح والضرب والعزل والموسيقى الصاخبة ضد الأسرات. وفي إحدى المرات اقتحم الجنود الغرف حاملين معهم العصي واعتدوا على الأسيرات بالضرب المبرح، وربطوا أيدي الأسيرة آمنة منى المحكومة بالمؤبد إلى الخلف ورشوا في فمها نوعا من الغازات. كما تعرضت نفس الأسيرة للضرب ونزف دمها عدة مرات دون أن تنقل إلى المستشفى للعلاج أو تعرض على طبيب، كما كسر السجانون أصبعها ذات مرة وعزلوها عدة مرات. * وما هي طبيعة الأحكام بحق الأسيرات؟ الأحكام متفاوتة، فمنهن الموقوفات أو المحكومات بالسجن المؤبد، أو لعدة سنوات. معاقبة الأطفال * هناك بعض الأطفال الأسرى كيف يتم التعامل معهم؟ نعم هناك أسيرتان أنجبتا داخل السجن، وتعانيان من أوضاع صعبة وقلة التغذية والحليب، كما تحرم قوات الاحتلال والدتيهما من الغرف الخاصة رغم أن تعليمات السجون تنص على منح كل أم ومولودها غرفة خاصة. فقد أبقت قوات الاحتلال والدة "نور غانم" وعمره سنة وشهر ووالدة "وائل طه" وعمره شهر في غرفة بها ثماني أسيرات، وتواصل منع تطعيم الأخير وإحضار الحليب لهما، مما أدى إلى إصابتهما بأمراض مختلفة ونحول في الجسد والتقيؤ المتواصل، كما أن الأمهات لا يتغذين بطريقة جيدة وبالتالي لا يمكنهن إرضاع أبنائهن بشكل طبيعي. أسيرات مريضات * وهل بين الأسرات من هن مريضات؟ نعم هناك أسيرات مريضات بالسكري، وأخريات مريضات بالسرطان وأمراض المعدة وآلام الظهر ولا يقدم العلاج لهن. * وكيف تعيش الأسيرات فصل الشتاء؟ حلول موسم الشتاء زاد الظروف صعوبة حيث أصبحت المياه تتدفق عليهن في النوافذ ويعانين من البرد الشديد وعدم وجود تدفئة وأغطية وملابس شتوية. * هل من كلمة أخيرة؟ الأسيرات يناشدن كافة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية ووسائل الإعلام للالتفات لقضيتهن والتدخل بأسرع وقت للإفراج عنهن ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة واللامحدودة بحقهن. الخليل- عوض الرجوب