أفرجت إدارة السجون الإسرائيلية، يوم الاثنين (27/10) عن عميدة الأسيرات الفلسطينية سونا الراعي، من قرية من قلقيليا شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وأكدت الراعى عند أول لقاء معها أن فرحتها ممزوجة بالحزن ، مشيرة إلى أنها تركت خلفها نحو 80 أسيرة فلسطينية في معتقلات الاحتلال. وتجمهر العشرات من الفلسطينيين منذ ساعات الصباح، بالقرب من معبر الجلمة، شمال جنين لاستقبال الأسيرة المحررة، ومنع جنود الاحتلال المصورين الصحفيين من الاقتراب أو تصوير عملية تسليم الأسيرة. و أوضح رياض الأشقر، مدير الدائرة الإعلامية في وزارة الأسرى والمحررين، أن الأسيرة الراعي، هي أول معتقلة تدخل سجون الاحتلال، بعد عملية الإفراج التي أدت إلى إطلاق سراح كافة الأسيرات عام 1997، بعد وقفة تضامنية رائعة أجبرت الاحتلال على إطلاق سراح كافة الأسيرات من السجون، واعتقلت الراعي وهى لم تتجاوز من العمر 18 عاماً، بعد أن نفذت علمية إطلاق نار على جنود الاحتلال على جسر اللمبى أدت إلى إصابة أحدهم، بجراح وذلك انتقاماً لاستشهاد شقيقيها إبراهيم الراعي، والذي استشهد عام 1988نتيجة التعذيب القاسي في أقبية التحقيق الإسرائيلية، وحكم عليها بالسجن لمدة 12 عاماً، وتركت خلفها ابنها الوحيد (محمد) الذي كان يبلغ من العمر آنذاك عامين. وأضاف الأشقر أن الأسيرة المحررة تعرضت خلال فترة اعتقالها الطويلة للكثير من الظروف القاسية، ومحاولات الانتقام منها لتنفيذها عملية ضد جنود الاحتلال، وخاصة أنه لم يكن في ذلك الوقت أسيرات أمنيات سواها داخل السجون، فتم حجزها بجانب الأسيرات الجنائيات المدمنات على المخدرات واللواتي حاولن أكثر من مرة الاعتداء عليها بالضرب، ورشها بالماء الساخن، وحرمانها من النوم بالصراخ والضرب على زنزانتها، وكذلك وضعها فى زنازين العزل الانفرادية لفترات طويلة، وحرمانها من الزيارة لمدة 8 سنوات متواصلة، هذه الظروف السيئة تركت أثراً نفسياً صعباً على الأسيرة، إلى أن اندلعت انتفاضة الأقصى في أواخر عام 2000، وبدأت السجون تمتلئ بالأسيرات الفلسطينيات.