قال أحمد صبح، السفير الفلسطيني بالمغرب، إن "إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل مطلب وطني، لا يمكن دونه أن يكون هناك سلام بالمنطقة". ونوه صبح، في ندوة صحفية، نظمتها السفارة الفلسطينية بالرباط، أول أمس الثلاثاء، في إطار برنامج الأيام التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، بمظاهر التأييد والتضامن، من طرف كافة الأوساط المغربية، تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. من جهتها، قالت فدوى البرغوثي، زوجة الأسير مروان البرغوثي، التي شاركت في الندوة الصحفية، إن "إسرائيل تريد أن تجعل من قضية الأسرى الفلسطينيين قضية محلية"، مشيرة إلى أن هناك 11 ألف أسير فلسطيني بالسجون الإسرائيلية، منهم أطفال ونساء، وبرلمانيون ومنتخبون وغيرهم، وكلهم معتقلون في ظروف قاسية، وتريد إسرائيل أن تجعل منهم إرهابيين. وأضافت قولها "زرنا أكثر من 56 بلدا في العالم، للتعريف بقضية الأسرى وبالقضية الفلسطينية، وكنا نتلقى بعض الدعوات من بعض البرلمانات، بينها البرلمان الأوروبي، الذي أصدر بيانا أدان فيه اعتقال النواب الفلسطينيين، وطالب بالإفراج عنهم، ووعد بأن تكون هناك خطوات أخرى من باقي البرلمانات تصب في هذا الاتجاه". وأشارت البرغوثي إلى أن الوفد المرافق لها من نادي الأسير الفلسطيني، عقد لقاء، الاثنين الماضي، مع محامين مغاربة، بهدف الدفع إلى أن تصل هذه القضية لأعلى المستويات، من أجل تجريم الاحتلال الإسرائيلي، وما يحدث من انتهاكات في حق الشعب الفلسطيني. وقالت "نطمح إلى أن يلتف حولنا المحامون العرب، من أجل إيصال قضية الأسرى إلى محكمة العدل الدولية، لكشف الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب في حق الأطفال والنساء الفلسطينيين، وهذا واجب على كل من يعمل في مجال حقوق الإنسان في العالم، وفي العالم العربي خصوصا"، مشيرة إلى أن المحامي الفلسطيني يؤدي دورا معنويا بزيارة المعتقلين، لكن الدور القانوني يبقى صعبا. وأبرز عبد الله الزغيدي، أسير فلسطيني سابق، عضو في جمعية "الأسير"، بمدينة بيت لحم، في الضفة الغربية، أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمارس شتى أشكال العنف في حق الأسرى الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه، "منذ بداية الاحتلال حتى اليوم، اعتقلت إسرائيل 750 ألف فلسطيني، أي ثلث الشعب الفلسطيني، بهدف قتل روح النضال لدى الفلسطينيين". وقال إن 10 آلاف أسير فلسطيني يوجدون حاليا في أكثر من 30 سجنا ومركز توقيف إسرائيلي، منهم أسرى محكومون، وموقوفون، وآخرون إداريون، مشيرا إلى وجود 400 طفل فلسطيني بين الأسرى، وأن ما بين 400 و500 أسير يعانون أمراضا مزمنة، كالسرطان والقصور الكلوي، بحاجة إلى العلاجات الضرورية، إلا أن إسرائيل لا تقدم إليهم هذه العلاجات. وأفاد الزغيدي أن 200 أسير استشهدوا داخل السجون الإسرائيلية، نتيجة الإهمال أو الإضراب عن الطعام، واعتبر أن هذه سياسة إسرائيلية للضغط على الفلسطينيين، مشيرا إلى أن 300 من رفات الشهداء الفلسطينيين لم تسلم إلى أهاليهم، لدفنها حسب الديانة التي ينتمون إليها. وقال "نطمح أن تكون قضية الأسرى دولية، لأن إسرائيل تستمر في انتهاك حقوق الأسرى، ولا تلتزم بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الأسير"، مضيفا أن جمعية "الأسير" بصدد وضع ملفات حول الجرائم والانتهاكات، التي ترتكب في حق الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، خاصة الاعتقال الممنهج للأطفال والنساء.