ان كنت ممن يعيشون في فلسطين قد تسمع قصصا وحكايا ليست خرافية وليست من نسج الخيال بل من واقع يعيشه الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال الاسرائيلي، الا ان معظم تلك القصص تحمل في ثناياها أملا فلسطينيا من اجل استمرار الحياة سواء لشاب او شابة اصرا على الزواج رغم ان حفلة الزفاف قد تتأخر اقامتها ل 30 عاما. وتلك ليست قصة من نسج الخيال بل هي لاسير فلسطيني في سجون الاحتلال عقد قرانه على احدى قريباته على أمل الخروج في يوم من الايام من سجون الاحتلال والعيش معها تحت سقف واحد ان ظل من العمر بقية. واوضحت عائلة الاسير فريد الزامل من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ان ابنها عقد قرانه على احدى قريباته من خلف قضبان سجون الاحتلال من اجل اعطاء حياته الامل بالخروج يوما ما مهما طال ظلم السجان الاسرائيلي. وقالت اللجنة الاعلامية للهيئة القيادية لاسرى حركة حماس في سجون الاحتلال الاسرائيلي بمناسبة عقد قران الزامل على احدى قريباته 'لم تكن الاسلاك والجدران حائلا امام الاسير زامل ليمضي حياته رغم ألم السجن فيتحول الى أمل'، مشيدة بوالد خطيبة الاسير زامل. واكدت مصادر محلية بأن موقف والد خطبية الزامل من عقد قران ابنته على شاب محكوم 31 عاما في سجون الاحتلال ولم يمض منها الا 18 شهرا هي رسالة من الشعب الفلسطيني الى اسراه بان ذلك جزء يسير من رد الجميل لهؤلاء الشباب الذين يقضون زهرة شبابهم في سجون الاحتلال ثمنا لمقاومتهم للمحتل الاسرائيلي للوصول للحرية لكل الفلسطينيين. ويحاول معظم الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي بناء أمل خاص بكل منهم للتغلب على قسوة احكامهم، فمنهم من يواصل تعليمه من خلف قضبان سجون الاحتلال ومنهم من يبدأ بكتابة القصص، ومنهم من يشغل نفسه بقضايا اخرى ومنهم من يحاول بناء حياة اخرى خارج سجون الاحتلال ولو حياة معنوية مثل ما فعل الزامل من الارتباط باحدى قريباته رغم انه محكوم بالسجن 31 عاما. وكان قد سبق الزامل العديد من الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بالدخول للقفص الذهبي مع وقف التنفيذ مثل الأسير ابراهيم اغبارية من الاراضي المحتلة عام 1948 الذي عقد قرانه خلال عام 2008 على الأسيرة منى قعدان من عرابة جنين. وقد تم عقد القران وسط اجراءات أمنية اسرائيلية مشددة حيث حضر الأسيران الى مبنى المحاكم في مدينة الناصرة وبعد انتظار طال أكثر من ثلاث ساعات تم احضارهما معا الى المحكمة الشرعية بالمدينة مقيدين بالسلاسل بمرافقة قوات الاحتلال الاسرائيلي حيث عقد قرانهما. ويذكر أن ابراهيم اغبارية يقضي السجن المؤبد ثلاث مرات و15 سنة اضافية في سجون الاحتلال، في حين كانت الأسيرة قعدان معتقلة ادارية بتهمة الانتماء للجهاد الاسلامي. وقبل اغبارية والزامل شهدت محكمة بيرزيت الشرعية شمال رام الله عام 2007 عقد قران الاسيرين نزار و احلام التميمي المحكومين بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال. وشهدت محكمة بيرزيت الشرعية اجراءات زواجهما بعد اعطاء والديهما توكيلا رسميا بعقد قرانهما ليصبحا زوجين مع وقف التنفيذ. وامضى الاسير نزار الذي يبلغ من العمر حاليا 35 عاما، فترة 16 عاما من حكمه بالمؤبد والذي صدر بحقه بعد اعتقاله في 9/11/1993، في حين أن الأسيرة احلام التميمي أمضت 7 سنوات من حكمها بالمؤبد ست عشرة مرة، وتتهم الاسيرة احلام التي تحمل الجنسية الاردنية وكانت حرصت على ارتداء الزي الشرعي بعيد اعتقالها بمساعدة الاستشهادي الذي فجر مقهى سبارو عام 2002 وأدى الى مقتل وجرح العشرات من الاسرائيليين. وتعتقل قوات الاحتلال الاسرائيلي اكثر من 7500 اسير فلسطيني معظمهم من فئة الشباب اضافة للعشرات من النساء والمئات من الاطفال.