أحيا الفلسطينيون في الداخل والشتات الخميس 15-5-2003م الذكرى ال55 لنكبة عام 1948م حين أعلنت دولة "إسرائيل وتم تشريد الآلاف منهم من ديارهم وأملاكهم ومدنهم وقراهم التي دمرتها قوات الاحتلال، أو أقامت على أنقاضها مدنا وقرى يهودية جديدة واستقدمت إليها سكانا من مدن ودول مختلفة في العالم. ورغم محاولات الاحتلال لتنفيذ عمليات تهجير قسرية جماعية بحق كل الفلسطينيين، إلا أن جزءا منهم لا زال يقيم في الوطن الفلسطيني، وإن تغير المكان. حيث تشير الإحصائيات الفلسطينية إلى أن نحو 46% من المشردين الذين يصل عددهم إلى 4.5 مليون لاجئ يعيشون على أرض فلسطين، بينما يعيش نحو 42% منهم في الدول العربية المجاورة أما الباقون وتقدر نسبتهم بنحو 12% أي ما يعادل مليون شخص فيعيشون في دول عربية أخرى وأوروبا وأمريكيا. الفلسطينيون 9ملايين نسمة وتشير آخر الإحصائيات التي أجراها مركز الإحصاء الفلسطيني التي أجريت في عام 20002م إلى أن عدد الفلسطينيين في العالم يصل إلى تسعة ملايين نسمة، منهم 4 ملايين نسمة داخل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر، و5 ملايين يعيشون خارج فلسطين. وقال موسى أبو هواش، الناشط في شؤون اللاجئين في مركز "بديل" الذي يعنى باللاجئين الفلسطينيين أن 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في الأردن، فيما يعيش نحو 500 ألف في سوريا و مثلهم تقريباً في لبنان. وأضاف في تصريح ل"التجديد" أن أكثر من 500 ألف فلسطيني يعيشون المملكة العربية السعودية و5 آلاف يعيشون في العراق ونحو 40 ألفا يعيشون في بقية البلدان العربية في آسيا وأفريقيا. وقال إن الدول الأخرى غير العربية يعيش بها نحو 500 ألف نسمة منهم 300 ألف في الولاياتالمتحدةالأمريكية و كندا. وقال أبو هواش أن أكثر الفلسطينيين يعيشون في مخيمات، موضحا أن الأردن وحدها يوجد بها عشر مخيمات هي: "الوحدات" و"إربد" و"الحصن" و"الطالبية" و"البقعة" و"سوف" و"جرش" و"الزرقاء" و"ماركة" و"الحسين". وقال إن تسعة مخيمات فلسطينية توجد في سوريا هي "جرمانا" و"الست زينب" و"خان الشيخ" و"خان دنون" و"النيرب" و"حمص" و"حماة"، و"درعا" و"الطواق". وأشار إلى أن لبنان تستضيف مخيمات "نهر البارد" و"البداوي" و"ويفل" "عين الحلوة" و"المية مية" و"ضبية" و"شاتيلا" و"برج البراجنة" و"مار إلياس". وأضاف: على الصعيد الداخلي يعيش في الضفة الغربية وحدها 640 ألف لاجئ في مخيمات "جنين" و"طولكرم" و"الفارعة" و"عسكر" و"عين بيت الماء" و"نور شمس" و"بلاطة" و"الأمعري" و"قلنديا" و"الجلزون" و"شعفاط" و"دير عمار" و"الدهيشة" و"قدورة" و"بيت جبرين" و"عقبة جبر" و"عايدة" و"الفوار" و"العروب". فيما يعيش 820 ألف لاجئ آخرون في مخيمات قطاع غزة وهي "جباليا" و"الشاطئ" و"البريج" و"النصيرات" و"المغازي" و"دير البلح" و"خانيونس" و"رفح". حماس: إصرار على المقاومة من جانبه قال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ذكرى النكبة لا تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا وتصميما على مواجهة العدوان الذي تواصله قوات الاحتلال الإسرائيلية من قتل والحصار وتجريف الأراضي وتدمير البيوت والممتلكات الفلسطينية. وجدد الرنتيسي في تصريح ل"التجديد" تأكيده على موقف الحركة الرافض لأية تسوية لا يكون عودة اللاجئين جزءا أساسيا منها، مشددا على الحق الفلسطيني الكامل في التراب الفلسطيني. وأضاف أن إحياء ذكرى النكبة يعني وجود لاجئين فلسطينيين شردوا من بيوتهم وأراضيهم وحرموا من الإقامة في وطنهم، وأن يوم النكبة هو يوم احتلت فيه الأراضي الفلسطينية وحرم الشعب الفلسطيني من خياراته وأرضه، مما يؤكد على أهمية المقاومة لاسترداد الحقوق الفلسطينية كاملة. وشدد الرنتيسي على أن نكبة الشعب الفلسطيني ليست واحدة بل هي حلقة من سلسة حلقات مستمرة العدوان للقضاء عليه، موضحا أن العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين وأن المجازر التي تنفذها قوات الاحتلال في جميع المناطق الفلسطينية متواصلة. عدوان على الثقافة من جهتها أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية بيانا في ذكرى النكبة أكدت فيه أن الثقافة تعتبر عمقا مركزيا للثقافة الفلسطينية، وأن إسرائيل تحاول طمس هذه الذكرى ومنع الفلسطينيين من إحيائها. وأضافت أنه يمكن للاحتلال بطائراته ودباباته أن يقتل ويدمر ويجرف، لكنه لا يستطيع أن يلغي النكبة من ذاكرة الشعب الفلسطيني، وثقافته وتاريخه وتراثه. وقالت وزارة الثقافة إن إحياء ذكرى النكبة هو احتفاء حضاري بهذه الذاكرة التي لا تنسى وبهذا الحق الذي لن يضيع، بل يتجدد ويتطور وتبقى صورته راسخة في الوقت نفسه في الجذور. مسيرات واسعة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية من جهتها نظمت سلسلة مسيرات واعتصامات ومهرجانات حاشدة في مختلف المدن والقرى الفلسطينية إحياء لذكرى النكبة. وشدت القوى في فعالياتها على التمسك بالحقوق الوطنية وحق أبناء الشعب الفلسطيني في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها ورفض أية تفسيرات لقرار مجلس الأمن رقم 194 تنتقص من حق العودة الذي أكدته الأممالمتحدة لأكثر من 133 مرة منذ العام 1948. المجتمع الدولي تحمل المسؤولية كما شددت مؤسسات قانونية فلسطينية على أنه ليس من حق أي أحد التنازل عن حق العودة للمهجرين والمشردين من أبناء الشعب الفلسطيني. ونددت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في تقرير تلقت "التجديد" نسخة منه باستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، وحملت المجتمع الدولي المسؤولية التاريخية تجاه استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية منذ 55 عاما، مطالبة إياه باستدراك خطيئته والتحرك الفوري الجاد من اجل إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال. جدارية لإحياء الذكرى وكان من أبرز فعاليات ذكرى النكبة قيام فنانين تشكيليين فلسطينيين في غزة برسم جدارية تجسد معاني ورموز النكبة الكبرى وذلك ليلة الذكرى أمام المجلس التشريعي في غزة. وأظهرت الجدارية التي شارك فيها نحو ثلاثين فنانا وفنانة تشكيليين إصرار الشعب الفلسطيني على حق العودة وتوقه للحرية والاستقلال ونزوعه للمقاومة والدفاع عن حقوقه المستلبة . وبادرت إلى الجدارية التي وصل طولها 55 مترا وعرضها حوالي مترين وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد عام المراكز الثقافية، وبرنامج الفنون الجملية التابع لجمعية الشبان المسيحية. وقال باسل الكعكوك مدير المعارض الفنية في وزارة الثقافية الفلسطينية، المنسق الإعلامي لفعالية الجدارية أن العمل في الجدارية في مدينة غزة تم بالتزامن مع عمل نظير في محافظة شمال غزة ومحافظة الوسطى والمحافظات الجنوبية، حيث تم تقسيم نحو 70 فنانا وفنانة للعمل في الجداريات الأربع منذ أول أمس. وأوضح أن الوزارة اختارت هذا الشكل من أشكال التعبير الفني لإحياء ذكرى النكبة تاركة حرية التعبير في إطار موضوع النكبة للفنانين المشاركين أنفسهم، كل حسب رؤيته الخاصة. فلسطين-عوض الرجوب 15-5-2003م