يبدع المغاربة طيلة شهر رمضان في تحضير العجائن المختلفة، وقل أن تجد مائدة مغربية لا تحتوي على "المسمن" أو "البغرير" أو"البطبوط" ، وبهذا تنشط الأسواق المغربية بمثل بائعي هذه المنتوجات، الذين يسهرون على تلبية الطلبات المتزايدة للمواطن المغربي. خديجة أم لثلاثة أبناء، تتوفر على محل لبيع الملابس بسلا، بحلول شهر رمضان تخلت عن المحل مؤقتا لتمتهن بيع البغرير والبطبوط والمسمن، مفسرة هذا الانتقال بكثرة الطلب على هذا المنتوج في رمضان، وأوضحت في حديث ل" جديد بريس" :"أستيقظ قبل طلوع الفجر للإعداد، إنها أكلات تستدعي الوقت والصبر وإلا لن أتمكن من صنعها كما يجب، أبدأ بخلط المقادير في الخلاط الكهربائي، وبعد ذلك أفرغه في إناء وأتركه لمدة 15 دقيقة وأبدا في طهيه، وتساعدني في هذا ابنتي". وأضافت خديجة بأنها تبيع الفطائر من الحجم الصغير بدرهم أما الفطائر ذات الحجم المتوسط فهي تبيعها بدرهمان. وقالت بان هذا السعر مستقر ويتقبله الزبائن الذين يتوافدون عليها بشكل كبير خلال الشهر الأبرك. وأكدت كريمة، بائعة فطائر بسوق باب الأحد بالعاصمة الرباط، أن مهنة بيع البغرير والمسمن تنتعش خلال شهر رمضان مقارنة مع باقي شهور السنة، فالعديد من النساء وبسبب انشغالهن في العمل أو رغبة منهن في التخفيف من الأعباء المنزلية، يلجأن إلى شراء الفطائر الجاهزة. وترى كريمة أن رمضان شهر كريم عليها وعلى أسرتها التي تعولها بعدما توفي زوجها منذ سنوات وترك لها ثلاثة أطفال، وتضيف أن كل ما تصنعه في البيت من فطائر ينفذ يوميا، وتكاد لا تجد الوقت الكافي لتلبية رغبات جميع الزبائن، في إشارة منها إلى الإقبال المتزايد على المنتوج. و تؤكد حكيمة (زبونة لدى خديجة) نفس حديثها قائلة " نظرا لعملي المتواصل طول اليوم لا أجد الوقت لطهي "البغرير والمسمن" في المنزل، بالكاد يكفيني الوقت لطهي الحساء وتحضير بعض العصائر، لهذا الأمر أستغل مروري بسوق باب الأحد لأقتني الفطائر التي تزين مائدة فطور عائلتي. وبباب شالة يجلس محمد، رجل في الستين من عمره، على كرسي مسندا ظهرهأ على الجدار تحت الظل، وأمامه طاولة مليئة "بالبغرير" الملون بالبرتقالي والاخضر والاصفر مغطاة بغشاء بلاستكي كي تحافظ على طراوتها، وقال في حديث للتجديد" ابنتي تتكلف بتحضير الفطائر بينما أنا أتكفل ببيعها في السوق بعد أذان صلاة العصر، وأكد على أن منتوجاته تلقى إقبالا كبيرا.