ارتفعت حصيلة مأساة غرق زورق كان يقل مهاجرين سريين، أغلبهم مغاربة، بعرض السواحل التونسية، نهاية الأسبوع الماضي، إلى 22 غريقا و42 مفقودا، فيما كانت السلطات التونسية قد تمكنت من إنقاذ عشرة مغاربة وتونسي. وقالت مصادر إعلامية مطلعة إن الأمل في العثور على أحياء جدد من بين الغرقى تضاءل بشكل كبير، مما ينذر بحصيلة كارثية لهذا الحادث. وكان الزورق، الذي غرق قرب شط مريم بسوسة (120 كلم شرق تونس العاصمة) مساء يوم السبت الماضي، ساعة بعد إقلاعه، يقل على متنه 75 شخصا، من بينهم 70 مغربيا و5 تونسيين. وأوضحت المصادر نفسها أن الزورق، الذي تسبب في أسوء كارثة بحرية في تونس هذه السنة، كان يقل شباباً مغاربة دخلوا إلى تونس بشكل شرعي وأقاموا في مدينة نابل (شمال تونس) في انتظار الوقت المناسب للسفر بحراً إلى إيطاليا بحثاً عن عمل. واستثمر المهاجرون مباراة لكرة القدم ظهر السبت الماضي بين النادي المحلي ونادي سوسة ليندسوا بين مؤيدي النادي الثاني لدى عودتهم إلى مدينتهم. ومن هناك انتقلوا إلى ضاحية شط مريم شمال المدينة، حيث لا يوجد ميناء ولا حراسات بحرية، وأبحروا نحو السواحل الجنوبية لإيطاليا على متن مركب صيد صغير أعده أحد الوسطاء التونسيين الذين خططوا للرحلة. وأفادت المصادر أن جنوح المركب لم يكن بسبب الأحوال الجوية، التي كانت هادئة تماماً ليلة الأحد، وإنما لأن أرضيته الخشبية انكسرت بعدما ابتعد بضع عشرات من الأميال عن اليابسة، وتحديداً بعد نصف ساعة من الانطلاق جراء الحمولة التي كانت تفوق طاقته. يشار إلى أن السلطات التونسية أوقفت أخيرا 126 مواطنا مغربيا كانوا يستعدون للهجرة بطريقة سرية نحو إيطاليا. وقد أصبحت تونس منطلقا مفضلا للهجرة السرية بالنسبة إلى المغاربة، بعد اشتداد المراقبة الأمنية على مضيق جبل طارق وتكاثف جهود مصالح الأمن المغربي الخاصة بمراقبة الهجرة السرية انطلاقا من السواحل المغربية في اتجاه أوروبا. يونس البضيوي