ينتظرأن يحل بالمغرب قريبا وفد أمريكي بهدف مواصلة المفاوضات حول الملف الفلاحي ضمن اتفاق التبادل الحر بين المملكة والولايات المتحدة الأمركية. وذلك ما أعلن عنه ريتشارد أرميتاج مساعد كاتب الدولة الأمريكي الجمعة الماضية خلال مباحثاته مع الوزير الأول إدريس جطو. وكان إدرس جطو قد حل بالولايات المتحدةالأمريكية يوم الأربعاء الماضي في إطار زيارة عمل هي الأولى من نوعها التي يقوم بها بعد تعيينه وزيرا أول. وأوضح ريتشارد أرميتاج، وفق مانقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمر يتعلق بالزيارة السادسة أو السابعة، لكنه يعتبر شيئا طبيعيا بالنسبة للمفاوضات الخاصة باتفاقيات التبادل الحر. ونقل المصدر نفسه عن مساعد كاتب الدولة الأمريكي قوله إن الجانب الفلاحي يعتبر صعبا، لكن اعتقد أن المفاوضات القطاعية سيتم إنهاؤها في حدود نهاية شهر يناير الجاري. وعبر ممثل التجارة الخارجية الأمريكي روبرت زويليك وإدريس جطو، خلال محادثات جمعتهما الجمعة الماضية بواشنطن، عن إصرار البلدين على إنجاح المفاوضات في أقرب الآجال. وكان الوزير الاول إدريس جطو قد أعلن الخميس الماضي أنه سيتم وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التبادل الحر بين الجانبين المغربي والأمريكي نهاية شهر يناير الحالي أو بداية فبراير المقبل، في أفق التوقيع عليه في أبريل أو ماي المقبلين، مشيرا-لدى استقباله من قبل كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي في الأمن القومي- إلى الأهمية التي تكتسيها قطاعات الفلاحة والصناعة والنسيج بالنسبة لاقتصاد المملكة. وقد كان منتظرا أن يوقع البلدان الاتفاق المذكور نهاية السنة الماضية، لكن اختلافا بين وجهتي نظر الجانبين حيال كيفية تحرير مبادلاتهما في بعض القطاعات الحساسة كالفلاحة والنسيج أدى إلى تمديد المفاوضات حتى شهر أبريل أو ماي المقبلين. وتتلخص رؤية المغرب بخصوص الملف الفلاحي في حماية فلاحته عبر تجنبيها مغبة الإلغاء التام للرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من الحبوب والمنتجات الغذائية ذات التنافسية العالية والثمن المناسب، وانعاكاساته السلبية على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمغرب، وتمتيع القطاع الفلاحي- بالمقابل- باستثناء من مقتضيات تحرير المبادلات عن طريق منح المملكة مهلة مدتها 15 سنة على الأقل لتأهيل هذا القطاع. أما الجانب الأمريكي فيضغط- عبر لوبياته الفلاحية- في اتجاه توقيع اتفاق شامل دون استثناء للشق الفلاحي خاصة قطاع الحبوب، بعدما تبين حاجة المغرب إليه بكميات وافرة بفعل سنوات الجفاف التي عرفها خلال السنوات الأخيرة. ويقدرعدد المقاولات الأمريكية بالمغرب حاليا بحوالي 120 مقاولة، باستثمار بلغ 600 مليون دولار، وفر90 ألف منصب شغل فى العديد من القطاعات الاقتصادية. محمد أفزاز