يتوقع أن يكون الوزير الأول إدريس جطو قد أنهى أمس الجمعة زيارة عمل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوة من حكومة هذا البلد. وكان الوزير الأول، الذي حل بالولاياتالمتحدةالأمريكية مساء الأربعاء الماضي، قد أجرى مباحثات مع وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني وكاتب الدولة المساعد المكلف بشمال إفريقيا والشرق الأوسط ويليام بورنز، فضلا عن مباحثات أخرى مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، ضمنهم كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي في الأمن القومي. وقد تدارس الوزير الأول خلال مباحثاته مع المسؤولين الأمركيين قضايا الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي اعتمدها المغرب ومشروع اتفاق التبادل الحر بين البلدين، والوضع في منطقة المغرب العربي، وملف الصحراء المغربية، و تطورات القضية الفلسطينية، والوضع بالعراق، والقضية الليبية. جدد الوزير الأول إدريس جطو تشبث المغرب بحل سلمي ومتفاوض بشأنه ومتوافق عليه، ونهائي بخصوص النزاع المفتعل في الصحراء، وحل يحافظ على السيادة والوحدة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة . وأضاف جطو أن حلا كهذا لن يمكن فقط السكان من تدبير شؤونهم الجهوية في إطار الديمقراطية والاستقرار والتنمية المندمجة بل سيجنب المنطقة من أن تصبح بؤرة للتوتر والصراع . وأشار جطو، خلال مشاركته في منتدى حول التحديات وفرص التحرير الاقتصادي والديمقراطي بالمغرب الذي ينظمه مركز الدراسات الاستراتيجية، إلى أن الصحراء المغربية تعد الجوهر الجغرافي والتاريخي والثقافي للمغرب ، مضيفا أن هذا يوضح تشبث المملكة بالمحافظة على وحدتها الترابية. وأكد الوزير الأول أيضا أن المغرب يقوم بكل ما في استطاعته من أجل إقامة علاقات جيدة مع جيرانه وبصفة خاصة الجزائر، وهو حريص أيضا على إقامة اتحاد المغرب العربي. وبخصوص الإصلاحات الاقتصادية قال الوزير الأول إن بلدي انخرط اليوم في دينامية الإصلاح الاقتصادي التي تهدف إلى مزيد من تحرير المبادرة والابتكار والحفاظ على الإطار الماكرو اقتصادي، مضيفا أن المغرب يعمل من أجل تحديث تشريعاته في المجال التجاري ومجال الأعمال وتجديد التشريع المتعلق بالشغل ورفع المعيقات التي تعيق الإستثمار والرفع من تنافسية نسيجه الإنتاجي. وأعلن جطو أن اتفاق التبادل الحر المزمع توقيعه بين البلدين قريبا إلى جانب كونه سيعزز العلاقات التجارية وتدفق الاستثمار بين المغرب والولاياتالمتحدة، فإنه سيعطي إشارة سياسة قوية..، موضحا أنه سيتم وضع اللمسات الأخيرة على هذا الاتفاق أواخر يناير الجاري أو بداية فبراير المقبل، والتوقيع عليه في أبريل أو ماي المقبلين. وأشار الوزير الأول لدى استقباله من قبل كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الأمريكي في الأمن القومي إلى الأهمية التي تكتسيها قطاعات الفلاحة والصناعة والنسيج في النسيج الاقتصادي للمملكة . وبالنسبة للقضية الفلسطينية دعا جطو الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مجددا تشبثه بحل عادل ونهائي ودائم للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأشار جطو إلى أن تسوية نزاع الشرق الأوسط أصبح يكتسي صبغة استعجالية أكثر من أي وقت مضى، مذكرا بأنه رغم بعده عن المنطقة فإن المغرب اعتبر دائما كبلد مواجهة واتخذت به قرارات هامة. وأشار جطو إلى أن المغرب يدعم كل المبادرات العادلة والهادفة إلى إرساء السلام والأمن في الشرق الأوسط، وكذا إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف. وفي مايتعلق بالوضع بالعراق ذكر جطو بأن جلالة الملك محمد السادس أعلن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر الماضي أن المغرب يدعو لتضافر الجهود الدولية لتمكين الشعب العراقي الشقيق من العيش في أمن واستقرار وحرية وإعادة إعمار بلاده في احترام تام لاختياراته وسيادته ووحدته الوطنية والترابية. أما القضية الليبية فقد أشار جطو بشأنها إلى أن المغرب يتجاوب مع جميع المبادرات المتخذة من أجل تحسين العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وليبيا في إطارمغرب عربي كبير ومتكامل. و م ع + التجديد