وسط تكتم شديد تشهد دوائر الكونغرس الأمريكي عمليات يقوم بها عدد من أعضائه لتجميع وثائق بالغة الأهمية حول الأرباح التي حققتها الشركات التي يتولي الإشراف عليها عدد من قيادات الإدارة الأمريكية، وفي المقدمة منهم ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، وذلك جراء عمليات السرقة والنهب المنظمين التي تقوم بها شركاتهم للبترول العراقي تحت الإشراف المباشر للحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر. وبحسب تقرير سري وهام فإن ثلاث شركات أمريكية للبترول تحتكر البترول العراقي حاليا وتقوم بنقله إلي مختلف دول العالم، بالإضافة إلي الأراضي الأمريكية، وذلك في أكبر عملية نهب منظم لبترول العراق، وأن الذي يقود هذه العملية هي شركة هاليبرتون الأمريكية للخدمات النفطية، والتي تخضع لإشراف ديك تشيني، والذي دخل في إطار اتحاد مع شركة جديدة أسسها جورج بوش الأب أطلق عليها الخدمات الأمريكيةالمتحدة للنفط، وأن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أوعز لهذا الاتحاد أن يعطي لشركة البترول الصافية التي يعد أحد المساهمين الكبار فيها عملا كبيرا في احتكار البترول العراقي. وبحسب التقرير، فإن هذا التحالف لسرقة ونهب البترول العراقي بدأ بالفعل بعد اليوم الثالث من سقوط بغداد. وأن ديك تشيني الذي كان أكبر المؤيدين للعمل العسكري ضد العراق كان قد أنهى ترتيباته للسيطرة على البترول العراقي قبل بدء العدوان العسكري علي العراق في العشرين من مارس الماضي، حيث نجحت شركة هاليبرتون في تحويل عائدات ضخمة من البترول العراقي إلي خارج الولاياتالمتحدة، وإلي عدد كبير من الدول الأوربية، كما قامت بمعاونة الاتحاد الأمريكي للبترول بنقل البترول العراقي إلي عدد آخر من الدول الآسيوية في أكبر صفقة بترولية قدرت أرباحها بنحو 4 مليارات دولار. ويشير التقرير إلي أن بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق يشرف بنفسه علي هذه الصفقات، وإجراءات نقل البترول العراقي في سرية مطلقة، إلا أن عددا من أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين تسربت إليهم تقارير سرية في هذا المجال بدؤوا في تجميع بعض الوثائق لإثارة ما أسموه بفضيحة القرن علي حسب تعبيراتهم، حيث ينتظر أن تشمل الفضيحة أغلب مسؤولي الإدارة الأمريكية الحالية، حيث ستؤكد هذه الفضيحة أن الأهداف والمصالح الشخصية كانت الدافع الوحيد وراء اتخاذ إدارة بوش قرار شن الحرب ضد العراق. عن صحيفة الأسبوع المصرية