وصفت النائبة البرلمانية والمستشارة بمجلس مدينة مراكش الموحد، مليكة العاصمي، الوضع الذي آل إليه شراء الدور القديمة بالمدينة العتيقة من لدن الأجانب بالخطير جدا، متسائلة هل سيأتي يوم نسلم فيه مفاتيح المدينة إلى هؤلاء ونتركها لهم، مبرزة انتشار عدد من الممارسات اللاأخلاقية بهذه الدور، مثل الدعارة والشذوذ والتنصير واغتصاب الأطفال، ومنبهة على أن هذه المشكلات يجب أن تحل عاجلا، قبل أن تنتشر انتشار النار في الهشيم، خصوصا وأن هذه الممارسات تتدخل فيها أطراف دولية مثل قضايا الشذوذ الجنسي والدعارة. جاء ذلك في اللقاء التواصلي الثاني الذي جمع منتخبي مجلس المدينة مع محمد حصاد والي مراكش ورؤساء المصالح الخارجية للوزارات، والذي عرض فيه المنتخبون طوال أربع ساعات عددا من المشاكل الاجتماعية وأخرى قانونية واقتصادية وبيئية تضر بالسير العادي لتدبير الشأن المحلي، وبمصالح الساكنة وبمستقبل المدينة. وأضافت مليكة العاصمي أنها تستغرب من كون صورة المدينة أصبحت عبارة عن كليشيهات سلبية جاهزة بدأت تترسخ في الأذهان، من جراء المعضلات السابق ذكرها وانتشار الجريمة والبطالة وانتشار ظاهرة أطفال الشوارع، وانتشار المخدرات والكحول، الذي أصبح الشباب يتعاطاه بكثرة بدون حسيب ولا رقيب. ورفضت العاصمي في الوقت نفسه، أن تختزل المدينة وتاريخها العريق في ساحة جامع الفنا فقط، لأن هناك معالم أخرى تستوجب العناية بها، مثل جامعة ابن يوسف، والمعالم الدينية، وغيرها، مبرزة أن المدينة مدينة العلماء والفقهاء، وقبلة الباحثين، ومنبت الشعراء والفنانين. وفي جوابه على المستشارين، اختار محمد حصاد، والي ولاية مراكش، الإجابة فقط على ملاحظات العاصمي، وأرجأ الإجابات الأخرى إلى فرصة قادمة، وقال إننا لا يمكن أن نقبل أن نقول إن مراكش تعيش الجريمة والشذوذ والاغتصاب، وأن ما ينشر ويقال في غالب الأحيان مبالغ فيه، معتبرا أن من بين 400 دور الضيافة الموجودة في مراكش هناك ستة مشبوهة، فقط اتخذت في حقها الإجراءات اللازمة، أما بخصوص التبشير والتنصير، فقال إن المتلبسين لا يقدمون إلى المحكمة بل يطردون عبر رحلات بالطائرة، ولا يمكن السماح لهم بالدخول مرة أخرى إلى المغرب. يذكر أن عدد دور الضيافة فاق في مدينة مراكش الإحصاءات الرسمية، لأن بعض الدور تعمل بدون اسم، هذا دون ذكر بعض الدور التي هي في طريق الاستغلال أو التي تستغل بصفة فردية من لدن الأجانب كمساكن ثانوية، وأبرز مثال على ذلك أنه في إحدى دروب المدينة القديمة، يوجد أربعون منزلا أغلبها يمتلكها أجانب، بل أصبحت بعض الدروب كلها في ملك الأجانب. والمقلق حقا، هو تطبيع الساكنة، خاصة الأطفال، مع بعض العادات المستقدمة مثل شرب الخمور، ومصاحبة النديمات، وغيرها من الظواهر التي تطرح عدة علامات استفهام. عبد الغني بلوط