أفادت حصيلة جديدة أوردتها وكالة الأنباء الايرانية الرسمية أمس الأحد انه تم انتشال نحو ألف شخص أحياء يومي السبت والأحد من تحت الأنقاض في مدينة بام جنوب شرق إيران التي ضربها زلزال عنيف الجمعة. وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق أن مئتي شخص انتشلوا أحياء من بين الأنقاض السبت. وأوضحت الوكالة انه تم تحديد مكان هؤلاء الأشخاص «بفضل الكلاب المدربة ومعدات الرصد المتطورة التي تجهز فرق الانقاذ الايرانية والأجنبية».ويساند المسعفين الايرانيين فرق اغاثة من 21 دولة مختلفة. وقال التلفزيون الحكومي أول أمس السبت إن وزارة الداخلية الايرانية أكدت مقتل 20 ألفا في زلزال الجمعة الذي دمر مدينة بم الجنوبيةالشرقية. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الايرانية جهانبخش خانجاني أن طهران ترحب بالمساعدات من كل الدول الأجنبية بما فيها الولاياتالمتحدة لكنها ترفض أي مساعدة من إسرائيل، وقال خانجاني في تصريحات بثتها وكالة الانباء الايرانية إن الجمهورية الاسلامية تقبل بكل أشكال المساعدة الإنسانية من جميع الدول والمنظمات الدولية باستثناء النظام الصهيوني. وكانت إيران قد أفاقت صباح الجمعة على هول كارثة زلزال مدمر ربما يكون الأسوأ في تاريخها، حيث ضرب الزلزال وهو بقوة 7,6 مدينة بام التاريخية فدمرها تماماً مخلفاً 20 ألف قتيل فيما ذهبت تقديرات أخرى إلى احتمال ارتفاع العدد إلى 40 ألف قتيل في المدينة التي يقطنها 80 ألف نسمة. وما يرجح ارتفاع العدد أن الزلزال داهم المدينة الواقعة في جنوب شرق ايران فجر الجمعة والناس نيام. وقدق دمرت مدينة بام القديمة بنسبة 90% ولم يبق منها إلا القليل من المنازل كما دمرت كليا قلعة ارغ-اي-بام التي تعتبر من أهم المعالم التاريخية في إيران والعالم وتعود إلى أكثر من ألفي سنة. ومعظم مساكن المنطقة مبنية بالطوب لذلك لم تتحمل وقع الهزة الأرضية العنيفة. ويعد هذا الزلزال الأقوى في المنطقة منذ عام 1998 . وتعرف إيران بكثرة الزلازل التي أدت منذ عام 1991 إلى مقتل نحو 17600 شخص وجرح 53 ألفا آخرين حسب الإحصاءات الرسمية. وخلف زلزال مدمر بلغت قوته .77 درجات على مقياس ريختر ضرب شمالي شرقي إيران، نحو 25 ألف قتيل عام 1978. ويبعد مركز الزلزال نحو 980 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة الإيرانيةطهران، وتسبب في انقطاع الاتصالات الهاتفية بين بم ومدن أخرى. وقد قدمت دول عربية وأروبية عديدة تعازيها لإيران في ضحايا الزلزال وعرضت تقديم مساعدات بعد النداء الذي وجهته طهران بهذا الخصوص. فقد تلقت إيران عروض مساعدات من ألمانيا واسبانيا وروسيا وبلجيكا واليونان وتركيا والأردن كما أبدت عدة منظمات دولية استعدادها للمساعدة في عمليات الانقاذ والبحث عن ناجين.كما عرض مسؤولون من المنظمة العالمية لكلاب الانقاذ، ومقرها فيينا وتنشط في 26 بلدا، على السلطات الايرانية تقديم مساعدتها. وفي اتصال نادر بين واشنطنوطهران أجرى نائب وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد أرميتاج وممثل ايران الدائم لدى الأممالمتحدة محمد جواد ظريف محادثات هاتفية ناقشا خلالها المساعدات. وهبطت طائرة من طراز هركيوليز سي 130 التابعة للسلاح الجوي الأمريكي في كرمان القريبة من بم وعلى متنها أول شحنة من امدادات الاغاثة الطبية والانسانية. وعرضت دول عربية تقديم مساعداتها للسلطات الإيرانية على إثر ارتفاع ضحايا الزلزال. وأعلنت السعودية أنها سترسل السبت فريقا طبيبا يحمل مواد إغاثة إلى المناطق المتضررة. ثلاث طائرات مغربية محملة بالمساعدات توجهت إلى إيران وتوجهت مساء السبت الماضي من مطار القاعدة الجوية الأولى بسلا ثلاث طائرات مغربية نحو إيران محملة بمساعدات مادية .وذكرت القناة التلفزية الأولى في إحدى نشراتها المسائية أن هاته المساعدات شملت أغطية وأدوية وخياما ومواد غذائية وبالخصوص الحليب المجفف، وقدمتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن. وأشار المصدر نفسه إلى أن إحدى الطائرات الثلاث نقلت على متنها فريقا من رجال الإنقاذ من الوقاية المدنية للمشاركة في جهود البحث والمساعدة والإنقاذ بالإضافة إلى سيارة للإسعاف. وبلغت قيمة المساعدات الإنسانية التى تعبأت من أجلها مؤسسة محمد الخامس للتضامن مليوني درهم، كما سيشارك أطباء المؤسسة ضمن الطاقم الطبي والتقني الذى سيساهم في عملية إغاثة المنكوبين وأما الإمارات العربية المتحدة -التي تشهد علاقاتها توترات مع إيران بسبب الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى- فقد عرضت تقديم المساعدات الطارئة. وفي مصر، قدم الرئيس حسني مبارك تعازيه لنظيره الإيراني محمد خاتمي في ضحايا الزلزال في اتصال هاتفي؛ في خطوة لم يقدم عليها في آخر زلزال ضرب إيران العام الماضي 2002. ولا توجد علاقات دبلوماسية كاملة بين مصر وإيران، غير أن علاقات البلدين تحسنت في الآونة الأخيرة بعد اجتماع رئيسي البلدين في جنيف في أوائل ديسمبر 2003. حركة التوحيد والإصلاح تعزي الرئيس الإيراني كما بعث الأستاذ محمد يتيم نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح ببرقية تعزية إلى الرئيس الإيراني محمد خاتمي على إثر الزلزال العنيف الذي أصاب مدينة بام.حيث توجه نيابة عن كافة أعضاء حركة التوحيد والإصلاح المغربية بتعازيه الحارة وعبارات التضامن مع الشعب الإيراني الشقيق في الفاجعة التي حلت به و أن الشعب الإيراني المؤمن بقضاء الله وقدره، قادر على أن يتجاوز هذا الابتلاء وذلك أولا باحتساب مصابه عند الله، وثانيا بتجنيد كافة قواه وإمكاناته لتجاوز الأضرار التي خلفها الزلزال المذكور.