انتهى مساء الثلاثاء عرض المسلسل التلفزيوني المصري المثير للجدل (فارس بلا جواد)، بتأكيد بطل المسلسل في نهايته على فكرة مقاومة الصهيونية حتى النهاية، وحتمية عودة فلسطين إلى أهلها، وسط توقعات باحتمال إنتاج جزء ثان من المسلسل، على الرغم من الاستقبال غير الجيد، الذي واجه به بعض النقاد والجمهور المسلسل، بعدما ألمح الفنان محمد صبحي لهذا في حفل تكريم طاقم المسلسل بقناة /دريم/ المصرية. فقد ركزت الحلقات الأخيرة من المسلسل على الصراع بين الحركة الوطنية المصرية والحركة الوطنية الفلسطينية من جهة وبين اللوبي الصهيوني في مصر في ذلك الوقت من جهة ثانية. وشددت الحلقة الأخيرة على أسلوب التصفية الجسدية، الذي اتبعه الصهاينة، الذين تم تصويرهم في شكل حاخامات بلحى طويلة، وطاقية يهودية قصيرة، لحد قتل أعضاء ما سمي (لجنة مقاومة الصهيونية) من المصريين والفلسطينيين، بتفجير مقرهم، وقتل بطلة العرض وزوجة حافظ نجيب، وهو الفارس المقصود في المسلسل. وقد ثار جدل بين النقاد حول المشاهد الأخيرة تحديدا من المسلسل، حين سعى بطل المسلسل للانتقام من الصهاينة، ردا على قتل زوجته، وقتل العشرات من أعضاء لجنة مقاومة الصهيونية، بعد تفجير مقرها، ولكنه يُفاجئ في اللحظة الأخيرة، قبل الاستعداد لتفجير المقر بوجود أم يهودية تحمل طفلة صغيرة، فيوقف التفجير ويسعى لإخراج الأم وابنتها من المبني عبر مداعبة الطفلة. وعندما يهم مرة ثانية بالتفجير، يصل للمقر عدد كبير من الأطفال والنساء، فيوقف التفجير مرة ثانية، ويبلغ الأم اليهودية رسالة مفادها أن الصهاينة لم يتورعوا عن قتل الأطفال والنساء في مقر لجنة مقاومة الصهيونية، ولكن المقاومة العربية لا تفعل ذلك لأن "ديننا ينهانا عن قتل طفل أو أم أو تدمير شجرة"، بحسب ما جاء في المسلسل. ومصدر الجدل أن البعض، كما هي وجهة نظر السيناريست ومعد البرامج التلفزيوني إمام الليثي، قد اعتبر هذه النهاية إسقاطا على العمليات الاستشهادية الفلسطينية الحالية، وإدانة لها، على اعتبار أنها لا تفرق بين طفل وسيدة في تفجير الحافلات الإسرائيلية وغيرها، بعكس ما ذهب إليه المسلسل. في حين اعتبر البعض الآخر أن هذا الإسقاط غير وارد، ولم يهدف إليه طاقم المسلسل نهائيا، ولكنهم أرادوا نقل رسالة إلى العالم عن أخلاقيات المقاومة الإسلامية وتعاليم الإسلام عموما. وكان الفنان محمد صبحي بطل المسلسل، الذي أثار ضجة كبيرة من جانب إسرائيل وأمريكا، إلى حد إرسال الرئيس الإسرائيلي رسالة خاصة للرئيس المصري حسني مبارك يطلب منه التدخل لمنع بث المسلسل، وتهديد الكونجرس الأمريكي بمنع المساعدات عن مصر، قد ذكر في حفل التكريم الذي تم بحضور حشد من النجوم والمثقفين، أن المسلسل الذي أقاموا عليه ضجة لا يتطرق إلى المؤامرات الصهيونية سوي بنسبة 1 في المائة فقط، وأن كشف تفاصيل المؤامرة سيتم في الجزء الثاني من المسلسل، مما أثار توقعات بقرب إنتاج جزء ثان منه. (11 كانون أول/ ديسمبر 2002)